mw539c.jpg8f1b600346f86fc4040f9f02

منطقة اليورو واستراتيجية الألم

بروكسل ــ للعام الثالث على التوالي، تظل منطقة اليورو الحلقة الأضعف في الاقتصاد العالمي. ففي عام 2010، كان الاهتمام منصباً على الاستجابات للأزمة التي ضربت البلدان الواقعة على أطراف منطقة اليورو ــ اليونان، والبرتغال، وأيرلندا. وفي عام 2011 انتقلت الأزمة إلى قلب منطقة اليورو، فبدأت بلدان مثل إيطاليا وأسبانيا في استشعار حرارة الأزمة، وتصاعدت المخاوف بشأن الجدوى من منطقة اليورو ذاتها. والسؤال الآن هو ما إذا كانت هذه التوترات قد تنحسر في عام 2012 أم أنها قد تصل إلى ذروة جديدة.

فمرة أخرى أصبحت الأزمة اليونانية محور الاهتمام وتجسيداً لأوجه القصور التي تعيب أوروبا. ومرة أخرى بات من اللازم اتخاذ قرارات صعبة بشأن إعادة هيكلة الديون وتقديم المزيد من المساعدات لأثينا. ومرة أخرى يضطر الأوروبيون إلى قبول حقيقة مفادها أن الموقف أكثر خطورة مما تصوروا.

ولكن لا ينبغي لعمق النكبة التي ألَـمَّت باليونان أن يحجب حقيقة أخرى مفادها أنها دولة ذات اقتصاد صغير، وأنها تشكل حالة خاصة متطرفة من أكثر من ناحية. فلم تتجاهل أي دولة أخرى قواعد الميزانية الخاصة بالاتحاد الأوروبي كما فعلت اليونان، ولم تتراكم على أي دولة أخرى أعباء ديون عامة بهذه الضخامة، ولم تجمع أي دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي بنفس القدر بين اختلال عمل الدولة وعجز الاقتصاد الخاص عن المنافسة.

https://prosyn.org/WJZ6OSvar