man at porthole piola666/Getty Images

أين ذهبت كل الملاذات الآمنة؟

سانتا باربرا — مع هبوط أسعار الأسهم، وتزايد حدة تقلبات أسعار الصرف، واشتداد جسامة المخاطر السياسية، تصطدم الأسواق المالية في مختلف أنحاء العالَم برقعة وعرة على الطريق. خلال مثل هذه الأوقات، يتخذ المستثمرون الدوليون موقفا متزايد الحذر في عموم الأمر، ويقدمون السلامة على العائدات في الأولوية، ولهذا يفر المال إلى "ملاذات آمنة" قادرة على توفير أصول استثمارية آمنة وسائلة على نطاق واسع بالقدر الكافي. ولكن لا توجد ملاذات آمنة واضحة اليوم. ولأول مرة في الذاكرة الحية، يفتقر المستثمرون إلى ميناء هادئة حيث يمكنهم العثور على مأوى من العاصفة.

تاريخيا، كان الملاذ الآمن بامتياز هو الولايات المتحدة، في هيئة سندات الخزانة المدعومة بـ"الإيمان الكامل والائتمان" من قِبَل حكومة الولايات المتحدة. على حد تعبير أحد خبراء الاستثمار الاستراتيجيين في عام 2012، "عندما يستبد القلق بالناس فإن كل الطرق تؤدي إلى سندات الخزانة".

يقدم لنا انفجار فقاعة العقارات في الولايات المتحدة في عام 2007 مثالا واضحا. لم يرق إلى بال أحد قط أي شك في أن الولايات المتحدة كانت مركز الأزمة المالية العالمية. ولكن بدلا من الفرار من الولايات المتحدة، تدفقت رؤوس الأموال إليها في واقع الأمر. وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2008، بلغ صافي مشتريات الأصول الأميركية نصف تريليون دولار ــ أكثر من صافي المشتريات في الأشهر التسعة السابقة مجتمعة بثلاث مرات.

https://prosyn.org/ACdSKEYar