لندن ــ في قمة الاتحاد الأوروبي التي اختتمت أعمالها للتو، نَفَّس رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن عقود من الغضب المتراكم الناجم عن علاقة بلاده بأوروبا. وقد روِّع الأوروبيون إزاء الكيفية التي تسبب بها طرح خمس نقاط متحذلقة في اللحظة الأخيرة حول تنظيم البنوك في إحباط ما كان من المفترض أن يشكل اتفاقاً خارقاً فيما يتصل بتنظيم ميزانيات بلدان الاتحاد الأوروبي. والواقع أن أنصار كاميرون في بريطانيا هللوا له وصوروه وكأنه ونستون تشرشل الجديد الصامد في وجه تهديدات طاغية قاري شرس.
كانت نظرة المملكة المتحدة لأوروبا تتسم دوماً بالعاطفية والغموض.ففي أوائل ستينيات القرن العشرين أبدت إحدى الحكومات المحافظة رغبتها في الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية الأوروبية، ولكن الرئيس الفرنسي شارل ديجول رفض ذلك. فقد سخر الجنرال من الطموح البريطاني مقتبساً من أغنية اديث بياف التي تتحدث عن أرستقراطي إنجليزي تُرِك في الشارع "لا تبك يا ميلورد". وفي النهاية خرجت بريطانيا من دائرة الإهمال، ولكن زعماء بريطانيا كانوا يشعرون دوماً بأنهم غير مرحب بهم في الحظيرة الأوروبية.
في لحظتين حرجتين من الماضي، كان للرفض الأوروبي تأثير حاسم على التطورات النقدية في أوروبا. ففي عام 1978، اقترح المستشار الألماني هلموت شميت والرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان ترتيباً خاصاً لتنظيم أسعار الصرف ــ النظام النقدي الأوروبي ــ بهدف استعادة أسعار الصرف المستقرة في أوروبا. وفي مستهل الأمر تفاوض الألمان والفرنسيون مع المملكة المتحدة، في اجتماعات بطيئة ومرهقة وغير مثمرة.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
With a likely rematch between Joe Biden and Donald Trump in the 2024 US presidential election, America and the rest of the world were heading into a perilous period even before the latest conflagration in the Middle East. Turmoil in the region will cloud the broader economic outlook – and could dim Biden’s chances.
worries global economic and political developments will put Donald Trump back in the White House.
Around the world, foreign-policy strategists are grappling with new international dynamics, from the Sino-American rivalry and ongoing hot wars to the broader breakdown in multilateral global governance. However, there is much debate about whether global power and alignments are truly shifting, and in what ways.
consider whether the world will become more multipolar or “non-aligned” in the new year.
It is hard to see anything good coming from the current spasm of violence between Israel and Hamas. But this tragedy, which has forced both Israelis and Palestinians to stare into the abyss, might prove to be a turning point that will clear the path for a lasting peace.
considers how the current conflagration might pave the way for a solution to the Israeli-Palestinian conflict.
لندن ــ في قمة الاتحاد الأوروبي التي اختتمت أعمالها للتو، نَفَّس رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن عقود من الغضب المتراكم الناجم عن علاقة بلاده بأوروبا. وقد روِّع الأوروبيون إزاء الكيفية التي تسبب بها طرح خمس نقاط متحذلقة في اللحظة الأخيرة حول تنظيم البنوك في إحباط ما كان من المفترض أن يشكل اتفاقاً خارقاً فيما يتصل بتنظيم ميزانيات بلدان الاتحاد الأوروبي. والواقع أن أنصار كاميرون في بريطانيا هللوا له وصوروه وكأنه ونستون تشرشل الجديد الصامد في وجه تهديدات طاغية قاري شرس.
كانت نظرة المملكة المتحدة لأوروبا تتسم دوماً بالعاطفية والغموض.ففي أوائل ستينيات القرن العشرين أبدت إحدى الحكومات المحافظة رغبتها في الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية الأوروبية، ولكن الرئيس الفرنسي شارل ديجول رفض ذلك. فقد سخر الجنرال من الطموح البريطاني مقتبساً من أغنية اديث بياف التي تتحدث عن أرستقراطي إنجليزي تُرِك في الشارع "لا تبك يا ميلورد". وفي النهاية خرجت بريطانيا من دائرة الإهمال، ولكن زعماء بريطانيا كانوا يشعرون دوماً بأنهم غير مرحب بهم في الحظيرة الأوروبية.
في لحظتين حرجتين من الماضي، كان للرفض الأوروبي تأثير حاسم على التطورات النقدية في أوروبا. ففي عام 1978، اقترح المستشار الألماني هلموت شميت والرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان ترتيباً خاصاً لتنظيم أسعار الصرف ــ النظام النقدي الأوروبي ــ بهدف استعادة أسعار الصرف المستقرة في أوروبا. وفي مستهل الأمر تفاوض الألمان والفرنسيون مع المملكة المتحدة، في اجتماعات بطيئة ومرهقة وغير مثمرة.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in