6342440446f86f380e1b0e27_ms5436.jpg Margaret Scott

البلقان ولعبة النهاية

روما ـ بعد مرور عشرين عاماً على انهيار يوغوسلافيا والنظام الشيوعي في ألبانيا، تمر منطقة البلقان الغربية الآن بنقطة تحول مرة أخرى. فقد التحقت سلوفانيا بعضوية الاتحاد الأوروبي، وأصبحت كرواتيا قاب قوسين أو أدنى من الالتحاق بعضويته، وبدأت كل دول المنطقة في سلوك مسار متوافق مع عضوية الاتحاد الأوروبي. ولكن يبقى الخطر قائماً وتظل احتمالات تقويض التقدم الإيجابي الذي تم إحرازه.

فرغم ما جلبته عملية التكامل في الاتحاد الأوروبي من الديمقراطية والاستقرار إلى دول البلقان، فإن المهمة لم تكتمل بعد، والواقع أن إتمام هذه المهمة أمر بالغ الحيوية ولكنه غير مؤكد في الوقت عينه. ذلك أن الأزمة الاقتصادية الحالية تدفع الرأي العام في البلقان الغربية نحو فقدان الثقة في أن آمال السلام والنمو الاقتصادي لا تزال في المتناول، الأمر الذي يهدد بالتباطؤ المحتمل في عملية التكامل.

لقد حققت المنطقة ككل تقدماً ملحوظا. ففي مختلف أنحاء البلقان هناك حكومات منتخبة مؤيدة لأوروبا. وتظهر الانتخابات الأخيرة في البوسنة أن الجمهور الانتخابي هناك لا يزال يتحرك وفقاً لتوجهات عرقية. وتتلخص مهمتنا اليوم ـ بدعم من القيادة البوسنية الجديدة ـ في العمل على إعادة توجيه هذا الميل نحو عقلية أوروبية حقيقية. والواقع أن الإصلاحات الديمقراطية تثبت فعاليتها على نحو متزايد باعتبارها علاجاً فعّالاً لعدم الاستقرار الذي خلقته في الماضي التوترات القومية والعرقية. وتتلخص القضية الرئيسية الآن في ضمان استمرار بلدان منطقة البلقان الغربية في تركيزها على الأجندة الأوروبية، وهو ما يعني أن الاتحاد الأوروبي لابد وأن يوفر التوجيه والتشجيع من خلال مبادرات ملموسة.

https://prosyn.org/oskiLJpar