725a140446f86f880bf8d404_jo4451c.jpg

كشف حساب الربيع العربي

القاهرة ــ كانت الأحداث التي شهدتها مصر وتونس في العام الماضي سبباً في إسدال الستار على نظام قديم متداع، ونقل قسم كبير من العالم العربي إلى عصر جديد طال انتظاره. ولكن الهيئة التي قد يبدو عليها هذا العصر الجديد تظل إلى حد كبير مسألة مفتوحة، نظراً للتحديات العديدة التي لا تزال بلدان المنطقة تواجهها.

إن النظام القديم الذي بدأ يتلاشى يمتد إلى ما هو أبعد من الأنظمة السابقة. والواقع أن النظام القيمي في المنطقة بالكامل ــ الثقافة السياسية التي صاغها الاستبداد ــ يشهد الآن تحولاً كبيرا. فقد تخلص الرجال والنساء العرب من عار الذل والدونية الذي فرضه عليهم الاستبداد ــ والذي عزز من مشاعر اليأس والغضب، والعنف، والعزلة.

ورغم بُعد هذا التحول عن الاكتمال ــ فقد يدوم لأعوام في واقع الأمر ـــ فإن ثماره بدأت تؤتي أُكُلها. ولو لم تحدث انتفاضات 2011، لكنا الآن نشهد عاماً آخر من الاستبداد، فضلاً عن المزيد من الأحاديث عن الخلافة الأسرية. وكان هذا ليعني المزيد من إذلال الناس العاديين، الذين يتحملون وطأة الفساد المتزايد، مع استمرار المسؤولين الحكوميين وأقرانهم من الرأسماليين في استنزاف الأموال العامة.

https://prosyn.org/ZJBXUfcar