b2941d0446f86f500e76db01_dr4664c.jpge39d800246f86f6804577101

مسؤولية المشاركة في الأنديز

مكسيكو سيتي ـ إن الدور الذي يلعبه المثقفون والمفكرون الملتزمون سياسيا يرجع إلى تاريخ طويل لا يحده مكان. وكان الروائي وكاتب السيناريو الفرنسي الأسباني خورخي سيمبرون، الذي توفي مؤخرا، عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأسباني لسنوات عديدة، وفي وقت لاحق شغل منصب وزير الثقافة في أول حكومة اشتراكية في مرحلة ما بعد فرانكو. وكان لمنشقين من أمثال فاتسلاف هافيل تأثير حاسم في سقوط الأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية.

وقبل بضعة أشهر، لعب مفكر فرنسي بنشاطه دوراً حاسماً في بدء المحاولة غير الناجحة حتى الآن لإسقاط كولونيل ليبيا معمر القذافي. إذ أن برنار هنري ليفي هو الذي أقنع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بلقاء قادة التمرد في ليبيا، وهو اللقاء الذي قاد مباشرة إلى اضطلاع فرنسا بدور رائد في إقناع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والرئيس الأميركي باراك أوباما بدعم التدخل العسكري.

ولكن ربما لم يجسد أحد تقاليد المشاركة الفكرية على نحو أفضل من جان بول سارتر. الواقع أن وجهة نظره كانت مختلفة تماماً عن وجهات نظر الفنانين والمفكرين في التقليد الليبرالي، مثل أوكتافيو باز وأشعيا برلين. ففي نظر سارتر (والعديد من معاصريه)، يتعين على المفكرين إلا يكتفوا بالإعراب عن مواقفهم السياسية، بل يتعين عليهم أيضاً أن يشاركوا بنشاط في السياسة، وأن يناضلوا من أجل قضايا الحق (أياً كان ذلك يعني).

https://prosyn.org/yoPPxe0ar