m3815c.jpg

عصر الديمقراطية الاستبدادية

موسكو ــ في الآونة الأخيرة اهتزت أركان العالم بفعل تغيرات هائلة يكاد يكون إحصاؤها مستحيلا: فالأزمة الاقتصادية الجارية تعمل على التعجيل بتدهور الحكومة الدولية والمؤسسات الدولية العابرة للحدود الوطنية، ويحدث هذا بالتزامن مع تحول هائل في القوة الاقتصادية والسياسية نحو آسيا. وبعد مرور أقل من ربع قرن منذ أعلن فرانسيس فوكوياما "نهاية التاريخ"، يبدو أننا وصلنا إلى فجر عصر جديد من الاضطرابات الاجتماعية والجيوسياسية.

فعلى نحو درامي اجتاح بلدان العالم العربي ربيع ثوري، ولو أنه يتحول بسرعة إلى شتاء بارد. ذلك أن أغلب الأنظمة الجديدة تجمع بين الاستبداد القديم والإسلاميين، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من الركود الاجتماعي والاستياء وعدم الاستقرار.

بيد أن الأكثر لفتاً للنظر هو تلك المظاهرات الاجتماعية (والمعادية للمجتمع) التي تنتشر بسرعة هائلة في مجتمعات الغرب الغنية. وترجع هذه الاحتجاجات إلى سببين رئيسيين.

https://prosyn.org/Jq752vear