barroso7_VCGVCG via Getty Images_covidvaccine VCG via Getty Images

اختبار التـأهب للجائحة

بروكسل ــ جَـلَـبَـت جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) العديد من الدروس القاسية. لكن الدرس الأكثر أهمية هو أن فاشيات الأمراض المعدية لا تهدد الصحة العامة فحسب، بل وأيضا الأمن العالمي. مثلها كمثل الانتشار النووي، والإرهاب، وتغير المناخ، أظهرت أزمة كوفيد-19 أن الجوائح من الممكن أن تعمل بسرعة على تقويض الاستقرار الاجتماعي والرفاهة الاقتصادية.

ربما تبدو هذه النقطة واضحة الآن. ولكن قبل اندلاع أزمة كوفيد-19، لم يكن من الوارد أن تُـسَـجَّـل الأمراض المعدية على أجندة الأمن العالمي إلا بالكاد. وإذا كنا راغبين في إنجاح الجهود المبذولة لتغيير هذا الواقع من خلال إنشاء آليات تمويل ورصد جديدة للتأهب للجوائح، فلن تفي أنصاف التدابير بالغرض. ولتجنب تكرار التاريخ، يجب أن تعكس استعداداتنا الحجم الحقيقي لهذا التحدي. ومن الأهمية بمكان أن ندرك أن الجوائح تمثل الآن أحد أكبر التهديدات ــ وأكثرها احتمالا ــ للأمن العالمي.

الواقع أن منع الجوائح في المستقبل يتطلب ليس فقط ذات المستوى من الاستثمار في التهديدات الأمنية العالمية الأخرى، التي يُـنـفَـق عليها التريليونات بشكل روتيني، بل يستلزم أيضا انتهاج طريقة مختلفة تماما في التفكير بشأن الأمن العالمي. تمثل الجائحة شكلا جديدا من الأزمات التي تشمل العالم بأسره، والتي تحدث وتتفاقم بِـفِـعـل ترابط العالم المعاصر.

https://prosyn.org/RFmQfUAar