elerian130_Spencer PlattGetty Images_shoppers Spencer Platt/Getty Images

كوكتيل الجائحة المعقد

كمبريدج ــ بعد دعمها لفترة طويلة بوفرة من السيولة، تدخل الأسواق المالية الربع الأخير من عام 2020 وسط التعافي الاقتصادي العالمي الذي تبين على نحو متزايد أنه مؤقت، فضلا عن قدر غير عادي من الشكوك السياسية، والاستجابات المالية والبنيوية المتأخرة. وتأتي هذه الرياح المعاكسة على رأس أزمة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19)، التي جعلت معظم بلدان العالم تناضل لإيجاد التوازن بين حماية الصحة العامة وتحقيق العودة إلى مستويات شبه طبيعية للنشاط الاقتصادي، والحد من التعديات على الحريات الفردية.

في هذا السياق، يكمن الأمل في استمرار ظروف السيولة السخية اليوم، التي عملت البنوك المركزية على تمكينها ودعمها، في بناء جسر إلى أحوال أفضل في عام 2021، ليس فقط من خلال عكس اتجاه الضرر الاقتصادي والاجتماعي، بل وأيضا بتقديم المزيد من المكاسب للمستثمرين. ولكن هل تكون عملية تمكين العبور هذه، التي جرى توظيفها لسنوات عديدة للتعويض عن الرياح المعاكسة، كافية للتغلب على كوكتيل الجائحة المتزايد التعقيد؟

تشير البيانات الاقتصادية الأخيرة إلى أن التعافي الاقتصادي، خارج الصين وقِـلة من البلدان الأخرى، لا يزال متفاوتا وغير مؤكد، ولا يفي في اعتقادي بالمطلوب أو يحقق الممكن. ولا تزال أنشطة مثل السفر، والضيافة، وغير ذلك من أنشطة قطاع الخدمات تواجه تحديات كبرى، مما يؤدي إلى تعقيد المشهد العام لتشغيل العمالة. علاوة على ذلك، يلجأ عدد متزايد من الشركات في قطاعات أخرى إلى مبادرات "تغيير الحجم" والتي من المحتمل أن تؤدي إلى تراجع توظيف العمالة أو حتى موجة من تسريح العمال.

https://prosyn.org/9sYb7Y8ar