tb treatment David Greedy/Getty Images

على الحكومات أن تَـهُب لدعم الصحة

جنيف ــ مر قرن كامل من الزمن على واقعة تفشي وباء الإنفلونزا الإسبانية عبر العالم وتسببه في هلاك عشرات الملايين من البشر. فقبل هبوط الإنسان على سطح القمر، أو ظهور الإنترنت، أو اكتشاف بوزون هيجز (الجسيم المسؤول عن كتلة الجسيمات الأولية) بزمن طويل، كان العالم تحت رحمة مرض يفتك بلا تمييز أو مراعاة للحدود بين الدول. وقد تطلبت مواجهة الوباء استجابة استثنائية وغير عادية.

وبعد مرور مئة عام، تواصل الأمراض المعدية عبور الحدود بوتيرة أسرع وبشكل أكثر كفاءة من الأشخاص أو البضائع. غير أن الأمراض الأخرى، وأعني منها المزمنة وغير المعدية، تمثل بلاء يحيط بالمجتمعات المختلفة حول العالم. بل إننا في الحقيقة لو نظرنا في حجم المعاناة البشرية والتكاليف التي تتكبدها المجتمعات جراء هذه الأمراض، لوجدنا أنها قد تكون أشد فتكا من نظيراتها المعدية.

في يومي 26 و27 من شهر سبتمبر/أيلول الجاري، سيجتمع رؤساء دول العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك لإلقاء الضوء على تهديدين رئيسيين للصحة. في اليوم الأول، سيناقشون استراتيجيات للقضاء على مرض السل، وهو جرثومة عتيقة لكنها تظل أكثر الأمراض المعدية في العالم شراسة وفتكا، إذ يودي هذا المرض بحياة أكثر من أربعة آلاف شخص يوميا، كما يعتبر من بين أول عشرة أسباب للوفاة في العالم. ومما يزيد الأمر سوءا كون هذا المرض سببا رئيسا أيضا لحالات الوفاة المرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات، إضافة إلى أنه القاتل الأول للمصابين بفيروس نقص المناعة.

https://prosyn.org/9RR1b14ar