wagner18_Smith CollectionGadoGetty Images_siliconvalleybank Smith Collection/Gado/Getty Images

هل تضر الانهيارات المصرفية بالتكنولوجيا النظيفة؟

نيويورك ــ يبدو أن انهيار بنك سيليكون فالي في الشهر الماضي كان نذير شؤم لسباق الطاقة النظيفة العالمي. فبينما كانت حِـزَم الاستثمار الأميركية التي استُـنَّـت مؤخرا وبقية أحلام الرئيس جو بايدن المناخية على وشك الانطلاق، أفلس البنك المفضل لدى قطاع الشركات البادئة في مجال التكنولوجيا الفائقة، ويحذرالمعلقون من تباطؤ وشيك في "الانتقال إلى الطاقة النظيفة".

مع ذلك، بدلا من إعاقة السباق إلى الطاقة النظيفة، يجب أن تكون هذه الواقعة لحظة يمكننا أن نتعلم منها. صحيح أن الضيق والأسى في مستهل الأمر بشأن التداعيات المصرفية والعواقب التي ستخلفها على السياسة المناخية مبررا. وأن بنك سيليكون فالي احتل مكانة مهمة في قطاع الشركات البادئة، وكان مُـستغَـلا بشكل خاص لصالح شركات التكنولوجيا النظيفة (لا يزال موقعه على الإنترنت "يتباهى بأكثر من 1550 عميلا بارزا" بين الشركات البادئة في مجال التكنولوجيا النظيفة). ولكن إذا تعلمنا الدرس الصحيح هنا، فقد يتحول إفلاس بنك سيليكون فالي إلى بشير خير.

في المقام الأول من الأهمية، يجب أن يدفن مصير بنك سيليكون فالي الفكرة السخيفة التي روج لها بعض أصحاب الأصوات الأكثر صخبا في قطاع التكنولوجيا، ومفادها أن التكنولوجيا وحدها كفيلة بإنقاذنا جميعا من عِـلل وأمراض المجتمع. من المفيد أن البنك يحمل اسم "سيليكون فالي". لنتذكر هنا كيف سَـخَـر "التحرريون" في سيليكون فالي من عمليات إنقاذ البنوك في عام 2008 وعمليات إنقاذ شركات صناعة السيارات خلال الفترة 2008-2009، معتبرين أنه من الواضح أن شركات وال ستريت الكبيرة الراسخة وشركات ديترويت القديمة المملة ستحتاج إلى أموال دافعي الضرائب. لو كان رؤساء شركات التكنولوجيا التنفيذيون هم فقط المسؤولين، فإن التفكير المبدع المستقل كان ليمنع الفوضى بأكملها. الآن، بتنا نعلم كم كانت مثل هذه الحجج خيالية.

https://prosyn.org/NuNy5fQar