frankel135_KAZUHIRO NOGIAFP via Getty Images_exchange rate KAZUHIRO NOGI/AFP via Getty Images

استَـعِـدوا لحروب الـعُـملة العكسية

كمبريدج ــ على مدار العام الماضي، ارتفعت قيمة الدولار الأميركي مقابل اليورو بنسبة 12%، وعند مستوى 0.93 من اليورو، يقترب من سِـعر التكافؤ. إذا بدت أسعار النفط والسلع الأساسية الأخرى المقومة بالدولار مرتفعة الآن، فإنها تبدو أكثر ارتفاعا باليورو. مع ارتفاع قيمة العملة الأميركية، وارتفاع معدلات التضخم في العديد من البلدان إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود من الزمن، فربما ندخل الآن ما يسمى "حروب العملة العكسية" ــ حيث تتنافس البلدان لتعزيز قيمة عملاتها أمام العملات الأجنبية.

في الأصل، كان مصطلح "حروب العملة" وصفا مزخرفا لما أسماه خبراء الاقتصاد الدولي لفترة طويلة "خفض القيمة التنافسي" (competitive devaluations) أو بعد أن بدأ تعويم أسعار الصرف في أوائل سبعينيات القرن العشرين، "إنقاص القيمة التنافسي" (competitive depreciations). في هذه المواقف، تشعر البلدان بالظلم لأن شركاءها التجاريين يتعمدون ملاحقة سياسات تهدف إلى إضعاف عملاتها من أجل اكتساب ميزة غير عادلة في التجارة الدولية. قد ينشأ خفض القيمة التنافسي عندما تتضمن أهداف الاقتصاد الكلي الرئيسية في كل البلدان، بالإضافة إلى تعظيم نمو الناتج المحلي الإجمالي وتشغيل العمالة، تحسين موازينها التجارية. وهذا يصف بشكل عام العقود القليلة الأخيرة في الاقتصاد العالمي.

من ناحية أخرى، تنطوي حروب العملة العكسية على رفع قيمة العملة التنافسي. هنا، تتصور البلدان أن شركاءها التجاريين يحاولون عمدا تعزيز قوة عملاتهم من أجل كبح جماح التضخم. وهذا من الممكن أن يصف الفترة التي بدأت في عام 2021، عندما عاد التضخم ليفرض مشكلة عصيبة في أغلب البلدان.

https://prosyn.org/xkJDSRZar