لندن ــ تُعَد مذبحة لاس فيجاس وما ترتب عليها من عواقب ظاهرة أميركية خالصة. فنحن إزاء شخص مختل يسحب خلفه أكثر من عشرين سلاحا هجوميا عالي التقنية إلى غرفته في الطابق الثاني والثلاثين من أحد الفنادق لكي ينثر الموت على حضور حفل موسيقي في جريمة قتل جماعي، ثُم ينتحر. وفي الرد على ذلك الحدث اندلعت حروب ثقافية من جديد، حيث انخرط دعاة السيطرة على الأسلحة في معركة ضارية ضد المتحمسين للأسلحة النارية. ومع ذلك، هناك إجماع على حقيقة واحدة عميقة: لن يتغير الكثير. فبعد أسبوع من مشاهد الجنازات المؤلمة على شاشات التلفزيون، ستستمر الحياة الأميركية على حالها إلى أن تقع المذبحة التالية.
الواقع أن العنف الجماعي متأصل بعمق في الثقافة الأميركية. فقد ارتكب المستوطنون الأوروبيون في أميركا جريمة الإبادة الجماعية التي دامت قرنين من الزمن ضد السكان الأصليين، وأقاموا اقتصاد العبيد الذي كان راسخا بشدة حتى أنه لم ينته إلا بعد حرب أهلية مدمرة. وفي كل الدول الأخرى تقريبا، حتى روسيا القيصرية، انتهى نظام الاسترقاق والقنانة (عبودية الأرض) بمرسوم أو تشريع، من دون الاضطرار إلى إراقة الدماء طوال أربع سنوات. وعندما انتهت العبودية أسس الأميركيون نظام الفصل العنصري الذي دام قرنا من الزمن.
وحتى يومنا هذا، تظل معدلات القتل والسجن في أميركا أعلى عدة مرات من نظيراتها في أوروبا. وفي كل عام تحدث عمليات إطلاق نار متعددة على حشود كبيرة ــ في الدولة التي تشن أيضا عدة حروب تبدو بلا نهاية في الخارج. أميركا باختصار دولة لها تاريخ سابق وواقع صارخ من العنصرية، والشوفينية العِرقية، واللجوء إلى العنف الجماعي.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Many details about Stephen Paddock’s reasons for opening fire on a Las Vegas concert last weekend have yet to be discerned. But so-called “lone wolf” mass shooters are not a new phenomenon, and past episodes can offer important clues about the thought processes and experiences that motivate them.
The long-standing economic consensus that interest rates would remain low indefinitely, making debt cost-free, is no longer tenable. Even if inflation declines, soaring debt levels, deglobalization, and populist pressures will keep rates higher for the next decade than they were in the decade following the 2008 financial crisis.
thinks that policymakers and economists must reassess their beliefs in light of current market realities.
لندن ــ تُعَد مذبحة لاس فيجاس وما ترتب عليها من عواقب ظاهرة أميركية خالصة. فنحن إزاء شخص مختل يسحب خلفه أكثر من عشرين سلاحا هجوميا عالي التقنية إلى غرفته في الطابق الثاني والثلاثين من أحد الفنادق لكي ينثر الموت على حضور حفل موسيقي في جريمة قتل جماعي، ثُم ينتحر. وفي الرد على ذلك الحدث اندلعت حروب ثقافية من جديد، حيث انخرط دعاة السيطرة على الأسلحة في معركة ضارية ضد المتحمسين للأسلحة النارية. ومع ذلك، هناك إجماع على حقيقة واحدة عميقة: لن يتغير الكثير. فبعد أسبوع من مشاهد الجنازات المؤلمة على شاشات التلفزيون، ستستمر الحياة الأميركية على حالها إلى أن تقع المذبحة التالية.
الواقع أن العنف الجماعي متأصل بعمق في الثقافة الأميركية. فقد ارتكب المستوطنون الأوروبيون في أميركا جريمة الإبادة الجماعية التي دامت قرنين من الزمن ضد السكان الأصليين، وأقاموا اقتصاد العبيد الذي كان راسخا بشدة حتى أنه لم ينته إلا بعد حرب أهلية مدمرة. وفي كل الدول الأخرى تقريبا، حتى روسيا القيصرية، انتهى نظام الاسترقاق والقنانة (عبودية الأرض) بمرسوم أو تشريع، من دون الاضطرار إلى إراقة الدماء طوال أربع سنوات. وعندما انتهت العبودية أسس الأميركيون نظام الفصل العنصري الذي دام قرنا من الزمن.
وحتى يومنا هذا، تظل معدلات القتل والسجن في أميركا أعلى عدة مرات من نظيراتها في أوروبا. وفي كل عام تحدث عمليات إطلاق نار متعددة على حشود كبيرة ــ في الدولة التي تشن أيضا عدة حروب تبدو بلا نهاية في الخارج. أميركا باختصار دولة لها تاريخ سابق وواقع صارخ من العنصرية، والشوفينية العِرقية، واللجوء إلى العنف الجماعي.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in