bildt92_ TAUSEEF MUSTAFAAFP via Getty Images_soldiers civilians afghanistan TAUSEEF MUSTAFA/AFP via Getty Images

من سيتولى مهمة بناء الدولة؟

ستوكهولم- فجأة، أصبحت عبارة "بناء الأمة" بذيئة، لا سيما في الولايات المتحدة. فقد أدت الصدمة التي خلفتها هزيمة أمريكا في أفغانستان إلى التراجع  بِذعر عن مفهوم طالما شكل محور التفكير الأمني الأمريكي. فبعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 التي تعرضت لها الولايات المتحدة، كان الكثيرون ينظرون إلى غزو أفغانستان على أنه خطوة ضرورية لحرمان القاعدة من قاعدتها هناك. وبالمنطوق نفسه، أدت الهجمات أيضًا إلى بذل جهود ذات نطاق أوسع من أجل تخليص العالم من الأراضي غير الخاضعة للحكم، والتي يمكن أن تصبح منطلقاً للإرهاب الدولي.

ومن منظور أوروبي، لم تكن عبارة "بناء الأمة" المصطلح المناسب على الإطلاق. ونظرًا لأن الدول تتخذ أشكالا عدة ومختلفة، فإن المهمة الحقيقية تكمن في بناء الدولة لضمان أن تخضع الأراضي لحكم فعال إلى حد معقول. ومن المؤكد أن هذا هو الحال في أفغانستان بعد أن أطاحت الولايات المتحدة بهيكل حكم طالبان (السيء). وكان منع القاعدة أو الجماعات المتطرفة الأخرى من العودة يعتمد على إرساء هياكل حكم جديدة. وكان من المسلم به على نطاق واسع، منذ البداية، أنه لا يوجد فرق بين عمليات مكافحة الإرهاب وبناء الدولة.

وفي مذكراته، تحدث الرئيس الأمريكي السابق، جورج دبليو بوش، ببلاغة عن المصلحة الاستراتيجية للولايات المتحدة في "مساعدة الشعب الأفغاني على بناء مجتمع حر"، من أجل حرمان المتطرفين في المستقبل من امتلاك قاعدة هناك، وكذلك لتوفير "بديل" عن رؤية المتطرفين "يبعث على الأمل". ومشكلة المهمة التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان لم تكن تكمن في هدفها أو طموحها، بل في تنفيذها العشوائي، وعدم التحلي بصبر استراتيجي لتنفيذها.

https://prosyn.org/S6tEzJHar