manivannan1_Tharaka BasnayakaNurPhoto via Getty Images_srilankaeconomyprotest Tharaka Basnayaka/NurPhoto via Getty Images

سريلانكا بحاجة إلى مجلس النقد

كولومبوـ لقد وَلَّدت الحرب في أوكرانيا موجة مد اقتصادية عصفت بالبلدان القريبة والبعيدة، بما في ذلك سريلانكا، وهي منطقة نائية تبعد بمقدار نصف العالم عن ساحة المعركة، وحيث أدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود إلى تفاقم التدهور السريع الذي كانت قائما بالفعل. والآن، تهز احتجاجات الشوارع الجزيرة، حيث استقال جميع أعضاء مجلس الوزراء، باستثناء رئيس الوزراء ماهيندا راجاباكسا، شقيق الرئيس جوتابايا راجاباكسا. إن إنقاذ سريلانكا من انهيار الاقتصادي، وكارثة اجتماعية وسياسية سيتطلب اتخاذ إجراءات جذرية.

وفي الوقت الحالي، لا تجري أي مناقشات ذات مصداقية بشأن استراتيجية عملية لمواجهة الأزمة المتفاقمة في البلد. لذلك، رغم أن تصعيد الاحتجاجات قد يؤدي إلى تغيير الحكومة، فليس من المؤكد أن هذا سيؤدي إلى تحسين الظروف الاجتماعية أو السياسية. وبغض النظر عمن يتولى المسؤولية، فالضرورة الحتمية لا تتغير: يجب أن تتصدى سريلانكا للأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تواجهها، وذلك بدءًا من ترتيب مواردها المالية العامة.

ولا وقت أمامنا نضيعه. إذ يقول وزير المالية علي صبري، الذي عمل في المنصب منذ شهر بالكاد، أن احتياطي النقد الأجنبي للبلاد يبلغ الآن أقل من 50 مليون دولار. ومع وجود ما يقارب 7 مليارات دولار من أصل 51 مليار دولار من الديون الخارجية المستحقة هذا العام عُلقت الديون. وفضلا عن ذلك، فإن مبلغ الـ600 مليون دولار الذي قدمه البنك الدولي لدعم واردات الغذاء الأساسية لن يكون كافيًا لوقف النزيف المالي.

https://prosyn.org/0W0hN2Rar