nye222_PETER PARKSAFP via Getty Images_biden xi PETER PARKSAFP via Getty Images

الصين ومتلازمة المشي أثناء النوم

كمبريدج ــ بينما تنفذ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن استراتيجية المنافسة بين القوى العظمى في التعامل مع الصين، يبحث المحللون عن استعارات تاريخية لشرح المنافسة المتزايدة الحدة. ولكن في حين يستحضر كثيرون بداية الحرب الباردة، فإن الاستعارة التاريخية الأكثر إثارة للقلق هي بداية الحرب العالمية الأولى. في عام 1914، توقعت كل القوى العظمى حربا ثالثة قصيرة في منطقة البلقان. بدلا من ذلك، وكما أوضح المؤرخ البريطاني كريستوفر كلارك، فإن هذه القوى كانت تسير وهي نائمة إلى حريق هائل دام أربع سنوات، ودمر أربع إمبراطوريات، وقتل الملايين.

في ذلك الوقت، لم يول القادة القدر الكافي من الاهتمام للتغيرات الطارئة على النظام الدولي الذي كان يُـطـلَـق عليه ذات يوم "الوفاق الأوروبي". كان بين التغيرات المهمة تزايد قوة النزعة القومية. في أوروبا الشرقية، هددت حركة القومية السلافية الإمبراطوريتين العثمانية والنمساوية المجرية، اللتين كان يسكنهما عدد كبير من السكان السلافيين. كتب مؤلفون ألمان حول حتمية نشوب المعارك التوتونية السلافية، وساعدت الكتب التعليمية في تأجيج النزعة القومية. أثبتت القومية أنها رباط أقوى من الاشتراكية من منظور الطبقات العاملة في أوروبا، وأقوى من الرأسمالية من منظور القائمين على العمل المصرفي في أوروبا.

علاوة على ذلك، نشأ شعور متزايد القوة بالرضا عن الذات بشأن حالة السلام. لم تكن القوى العظمى تورطت في أي حرب في أوروبا لمدة أربعين عاما. بطبيعة الحال نشأت بعض الأزمات ــ في المغرب خلال الفترة 1905-1906، وفي البوسنة في عام 1908، وفي المغرب مرة أخرى في عام 1911، وحروب البلقان خلال الفترة 1912-1913 ــ لكنها كانت جميعها تحت السيطرة. إلا أن التسويات الدبلوماسية التي حلت هذه النزاعات، أدت إلى تأجيج حالة الإحباط والدعم المتزايد للنزعة التحريفية التاريخية. وأصبح العديد من القادة يعتقدون أن حربا قصيرة حاسمة ينتصر فيها القوي ستشكل تغييرا يستحق الترحيب.

https://prosyn.org/CaxcPF0ar