rodrik157en_MARK SCHIEFELBEINAFPGetty Images_china us Mark Schiefelbein/AFP/Getty Images

التعايش السلمي مرة أخرى

كمبريدج ــ من الواضح أن الاقتصاد العالمي بات في احتياج شديد إلى خطة "للتعايش السلمي" بين الولايات المتحدة والصين. ينبغي لكل من الجانبين أن يقبل حق الآخر في تحقيق النمو على أي نحو يشاء. ويتعين على الولايات المتحدة أن تمتنع عن محاولة إعادة تشكيل الاقتصاد الصيني على هيئتها (اقتصاد السوق الرأسمالي)، كما يتعين على الصين أن تعترف بمخاوف أميركا في ما يتصل بتسرب العمالة والتكنولوجيا، وأن تتقبل القيود العرضية التي تستحثها هذه المخاوف والتي تحد من قدرتها على الوصول إلى أسواق الولايات المتحدة.

يستدعي مصطلح "التعايش السلمي" إلى الأذهان فترة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. كان الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف يدرك أن العقيدة الشيوعية المتمثلة في الصراع الأبدي بين النظامين الاشتراكي والرأسمالي تجاوزت الحقبة التي كانت فيها مفيدة. فلن تكن الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية جاهزة للثورات الشيوعية في أي وقت قريب، ومن غير المرجح أن تتمكن من إزاحة الأنظمة الشيوعية في الكتلة السوفييتية. لذا، كان لزاما على النظامين الشيوعي والرأسمالي أن يعيشا جنبا إلى جنب.

ربما لم يكن مظهر التعايش السلمي خلال الحرب الباردة جميلا؛ إذ كانت الاحتكاكات كثيرة، وكان كل جانب يرعى مجموعة من الوكلاء في معركة من أجل بسط النفوذ العالمي. لكنه كان ناجحا في منع الصراع العسكري المباشر بين قوتين عظميين مسلحتين بالكامل بأسلحة نووية. على نحو مماثل، يُعَد التعايش الاقتصادي السلمي بين الولايات المتحدة والصين السبيل الوحيد لمنع حروب تجارية باهظة الثمن بين عملاقين اقتصاديين عالميين.

https://prosyn.org/uYuqjuxar