rodrik170_YOSHIKAZU TSUNOAFP via Getty Images_japanrobotexoskeleton Yoshikazu Tsuno/AFP via Getty Images

التكنولوجيا للجميع

كمبريدج ــ نحن نعيش في عالَم تغلب عليه فجوة متزايدة الاتساع بين مهارات العامل "العادي" والقدرات المطلوبة للتعامل مع التكنولوجيات الرائدة. أسهمت الروبوتات، والبرمجيات، والذكاء الاصطناعي في زيادة أرباح الشركات وزيادة الطلب على المهنيين المهرة. لكنها تحل محل عمال المصانع، وموظفي المبيعات، والموظفين المكتبيين ــ مما يعمل على تفريغ الطبقة المتوسطة التقليدية. وتساهم "فجوة المهارات" هذه في تعميق التفاوت الاقتصادي وانعدام الشعور بالأمان ثم في نهاية المطاف الاستقطاب السياسي ــ وهي المشكلات المميزة لعصرنا.

تتلخص الاستجابة التقليدية في المزيد من التعليم وتحسين جودته. ولكي نتجنب ترك الناس العاديين خلف الركب في هذا "السباق بين التعليم والتكنولوجيا" المستمر منذ أمد بعيد، على حد تعبير الاقتصاديين كلوديا جولدن ولورنس كاتز من جامعة هارفارد، فإن المجتمعات تحتاج إلى القيام بعمل أفضل كثيرا في تدريب قوة العمل على التكنولوجيات الجديدة. أي أن سائقي الشاحنات يجب أن يصبحوا مبرمجي كمبيوتر.

هذا علاج جزئي إلى حد مستغرب. فمن الناحية المنطقية، يمكن سد الفجوة بين المهارات والتكنولوجيا بواحدة من طريقتين: إما عن طريق زيادة التعليم لمواكبة الطلب على التكنولوجيات الجديدة، أو من خلال إعادة توجيه الإبداع لمواكبة مهارات قوة العمل الحالية (والمحتملة في المستقبل). الواقع أن الاستراتيجية الثانية نادرا ما تحظى بأكثر من مجرد إبداء الاهتمام الشفهي في مناقشة السياسات. إلا أنها تشكل رغم ذلك الاستراتيجية الأكثر وضوحا، وربما الأكثر فعالية. كما يشير زميلي في جامعة هارفارد ريكاردو هوسمان، يتعين علينا أن نعمل على خلق الوظائف للعاملين المتوفرين لدينا، وليس العاملين الذين نتمنى لو نحصل عليهم.

https://prosyn.org/T4RI8l1ar