ميلبورن- لا تزال أستراليا تثير ذهول طلاب الديمقراطية البرلمانية الغربية. إذ بعد فترة التمثيلية الصامتة التي لم يمض عليها وقت طويل، والتي غيرت البلادُ خلالها زعيمها خمس مرات في غضون خمس سنوات، اكتُشف الآن أن رئيس الوزراء، سكوت موريسون، الذي مُني بهزيمة انتخابية مؤخرا، والذي نجح خلال العامين الماضيين في محاولاته تعيين نفسه وزيراً لما لا يقل عن خمس دوائر حكومية رئيسية أخرى. وباستثناء حالة واحدة، قام "موريسون" بتلك التعيينات دون معرفة أو موافقة الوزير الذي كان يكرر وظيفته، ودون إبلاغ زملائه في مجلس الوزراء، أو البرلمان، أو الشعب الأسترالي.
وهذه وقاحة قد تدهش حتى بوريس جونسون، الذي سيصبح قريبا رئيس الوزراء السابق للمملكة المتحدة. والحكم الأخير الذي أصدره المحامي العام الأسترالي بشأن ملاءمة تصرفات "موريسون" للدستور واضح للغاية. وخلص كبير المحامين غير السياسيين في البلاد إلى أنه على الرغم من أن التعيينات الذاتية لرئيس الوزراء لم تكن غير قانونية، إلا أنها "قوضت بصورة أساسية" مبادئ الحكومة المسئولة. وعلى حد تعبيره: "لا يمكن للشعب ولا البرلمان محاسبة وزير معين على ممارسة (أو، بنفس القدر من الأهمية، على عدم ممارسة) صلاحيات قانونية معينة إذا لم يكونوا على علم بأن الوزير يتمتع بهذه الصلاحيات".
وكان دفاع "موريسون" عن سلوك هذا الأخير مضحكاً، على الرغم من أن أحد التعيينات الذاتية التي قام بها، كوزير ثانٍ للصحة، في ذروة جائحة كوفيد-19 وبموافقة شاغل المنصب، كان له بعض المبررات. إذ كانت سلطات الطوارئ للمكتب واسعة النطاق إلى حد كبير، ويمكن القول أنها كانت تتطلب دعمًا متاحًا على الفور إذا كان الوزير الأول مريضا جداً.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Joseph S. Nye, Jr.
considers how China undermines its own soft power, traces the potential causes of a war over Taiwan, welcomes Europe’s embrace of “smart” power, and more.
Around the world, people increasingly live with the sense that too much is happening, too fast. Chief among the sources of this growing angst are the rise of artificial intelligence, climate change, and Russia's war in Ukraine – each of which demands urgent attention from policymakers and political leaders.
calls attention to the growing challenges posed by AI, climate change, and the war in Ukraine.
ميلبورن- لا تزال أستراليا تثير ذهول طلاب الديمقراطية البرلمانية الغربية. إذ بعد فترة التمثيلية الصامتة التي لم يمض عليها وقت طويل، والتي غيرت البلادُ خلالها زعيمها خمس مرات في غضون خمس سنوات، اكتُشف الآن أن رئيس الوزراء، سكوت موريسون، الذي مُني بهزيمة انتخابية مؤخرا، والذي نجح خلال العامين الماضيين في محاولاته تعيين نفسه وزيراً لما لا يقل عن خمس دوائر حكومية رئيسية أخرى. وباستثناء حالة واحدة، قام "موريسون" بتلك التعيينات دون معرفة أو موافقة الوزير الذي كان يكرر وظيفته، ودون إبلاغ زملائه في مجلس الوزراء، أو البرلمان، أو الشعب الأسترالي.
وهذه وقاحة قد تدهش حتى بوريس جونسون، الذي سيصبح قريبا رئيس الوزراء السابق للمملكة المتحدة. والحكم الأخير الذي أصدره المحامي العام الأسترالي بشأن ملاءمة تصرفات "موريسون" للدستور واضح للغاية. وخلص كبير المحامين غير السياسيين في البلاد إلى أنه على الرغم من أن التعيينات الذاتية لرئيس الوزراء لم تكن غير قانونية، إلا أنها "قوضت بصورة أساسية" مبادئ الحكومة المسئولة. وعلى حد تعبيره: "لا يمكن للشعب ولا البرلمان محاسبة وزير معين على ممارسة (أو، بنفس القدر من الأهمية، على عدم ممارسة) صلاحيات قانونية معينة إذا لم يكونوا على علم بأن الوزير يتمتع بهذه الصلاحيات".
وكان دفاع "موريسون" عن سلوك هذا الأخير مضحكاً، على الرغم من أن أحد التعيينات الذاتية التي قام بها، كوزير ثانٍ للصحة، في ذروة جائحة كوفيد-19 وبموافقة شاغل المنصب، كان له بعض المبررات. إذ كانت سلطات الطوارئ للمكتب واسعة النطاق إلى حد كبير، ويمكن القول أنها كانت تتطلب دعمًا متاحًا على الفور إذا كان الوزير الأول مريضا جداً.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in