barresinoussi2_viewapart_getty images_covid19 ViewApart/Getty Images

محاربة جائحة فيروس كورونا المعلوماتية

باريس/كوالالمبور ــ لم يكن ظهور فيروس SARS-CoV-2 سببا في اندلاع جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) العالمية وحسب، بل تسبب أيضا في إشعال شرارة هجمة شرسة من المعلومات المضللة. فقد روج بعض المضللين لعقاقير مثل هيدروكسي كلوروكوين كعلاجات للمرض، على الرغم من عدم كفاية الأدلة العلمية التي تؤكد على فعاليتها؛ وأعلن آخرون عن لقاح كوفيد-19 قبل اختبار سلامته وفعاليته بدقة. من ناحية أخرى، تنتشر على نطاق واسع على وسائط التواصل الاجتماعي نظريات مؤامرة شاذة وبعيدة الاجتمال حول الجائحة.

تُـعَـرِّف منظمة الصحة العالمية "الجائحة المعلوماتية" على أنها "وفرة مفرطة من المعلومات ــ بعضها دقيق وبعضها الآخر غير دقيق ــ التي تجعل من الصعب على الناس العثور على مصادر جديرة بالثقة ويمكن التعويل عليها للإرشاد والتوجيه عندما يحتاجون إليها". واليوم، يهدد الحجم الهائل من المعلومات الخاطئة والمضللة حول كوفيد-19 بتقويض الاستجابات القائمة على الأدلة للجائحة ــ ولا يجوز للعلماء أن يقفوا موقف المتفرج.

على سبيل المثال، عقدت جمعية الإيدز الدولية مؤخرا أول مؤتمر دولي افتراضي حول الإيدز وأول مؤتمر قائم على الملخصات حول كوفيد-19. لكن البحث المهم الذي جرى تقديمه في هذه الاجتماعات مهدد بالضياع بالفعل وسط طوفان من المحتوى الذي يروج له منكرو الـعِـلم وأصحاب نظريات المؤامرة الذين يتحدون صراحة الأساليب البحثية الراسخة. يتمثل أمر آخر أقل بروزا، لكنه لا يقل انتشارا وضررا، في تحريف الحقائق على نحو أكثر براعة وحِذقا، والدعاية، والمبالغة في ما يتعلق بكوفيد-19. ولهذا، يحتاج العالم إلى العلماء للمساعدة في فصل الحقائق عن شبه الحقائق.

https://prosyn.org/A8unrjcar