pa2981c.jpg

حفظ ماء الوجه والسلام في الخليج

برينستون ــ إن الغرب وإيران يلعبان بالنار. فعلى مدى الأيام العشرة الماضية، هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز وحذرت الولايات المتحدة من مغبة العودة إلى إرسال حاملة طائرات إلى الخليج الفارسي. وكما كان متوقعاً ردت الولايات المتحدة بأن حاملات طائراتها سوف تطوف البحار كلما لزم الأمر لتعزيز حرية الملاحة. ثم أعلنت إيران عن اعتزامها إجراء مناورات بحرية في المضيق.

في لعبة "من يجبن أولا"، يتنافس شخصان على قيادة كل منهما لسيارته بسرعة بالغة باتجاه سيارة الآخر؛ وفي هذه اللعبة إما أن "يجبن" أحد السائقين وينحرف عن الطريق وإما أن يقع اصطدام مروع في كرة من اللهب. ولا يجوز للحكومات حول العالم أن تقف مكتوفة الأيدي وهي تشاهد هذه اللعبة تُمارَس على طول شريان الحياة الذي يمد العالم بالطاقة. فالآن حان الوقت لكي تتقدم أطراف ثالثة لطرح الحلول الكفيلة بالسماح لإيران بحفظ ماء وجهها والحد من إمداداتها من اليورانيوم المخصب في نفس الوقت.

ربما تخطط إيران، أو لا تخطط، لسلوك مسار إنتاج الأسلحة النووية حتى النهاية. بيد أن ممارساتها تشكل انتهاكاً واضحاً لتعهداتها بموجب معاهدة منع الانتشار النووي، على النحو الذي تحدده الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المكلفة بمراقبة الالتزام ببنود المعاهدة. ولا شك أن استمرارها في عدم الالتزام من شأنه أن يزعزع الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها، ناهيك عما قد يترتب على هذا من تعريض الأمن العالمي لعواقب خطيرة.

https://prosyn.org/O3FSm84ar