osman6_ ADEM ALTANAFP via Getty Images_mbs turkey DEM ALTANAFP via Getty Images

المملكة العربية السعودية: ماذا تريد

لندن ــ على مدار السنوات الخمس الأخيرة أو نحو ذلك، كانت المملكة العربية السعودية إما تتبع الإمارات العربية المتحدة أو غائبة ببساطة عن جميع القضايا الاستراتيجية الرئيسية في منطقة الخليج، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا. لكن المملكة عادت الآن إلى الظهور باعتبارها قوة إقليمية رائدة ــ مع قائمة أمنيات في السياسة الخارجية تسعى إلى تحقيقها.

تحولت المملكة العربية السعودية إلى الداخل لأن صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة الآن، أشعل شرارة عملية إعادة توزيع كبرى للسلطة داخل الأسرة الحاكمة والـبُـنى السياسية والاقتصادية في البلاد. استهلك هذا طاقة مؤسسات الدولة الرئيسية، بينما انتظر العديد من حلفاء المملكة العربية السعودية ليروا من سيخرج من هذه العملية ليعتلي القمة.

كان ابتعاد المملكة عن الأضواء إقليميا أثناء إعادة تنظيم الأوضاع داخليا تصرفا حكيما أيضا، نظرا للبيئة الخارجية ــ وخاصة الضغوط من جانب الولايات المتحدة، التي كانت الحليف الأساسي للمملكة لعقود من الزمن. في يناير/كانون الثاني من عام 2020، أعطى الرئيس دونالد ترمب الضوء الأخضر لخطة سلام في الشرق الأوسط كان من المستحيل أن يتفق عليها الإسرائيليون والفلسطينيون، ناهيك عن العمل على تنفيذها، وطالَب ترمب حلفاء أميركا في منطقة الخليج، وعلى الأخص المملكة العربية السعودية، بدعمها. أبدى بعض المراقبين تأييدهم للاقتراح ظاهريا، وعُـقِـدَت مؤتمرات باذخة لمناقشته في بعض العواصم الإقليمية.

https://prosyn.org/4R2f8cJar