solana148_Ruslan Kaniuka UkrinformFuture Publishing via Getty Images_ukraine Ruslan Kaniuka/ Ukrinform/Future Publishing via Getty Images

الاتكالية المتبادلة في القرن الحادي والعشرين

مدريد ــ بين كل الدروس التي يمكن استخلاصها من العام الذي انقضى منذ غزت روسيا أوكرانيا، يبرز أحدها بوضوح: الاتكالية المتبادلة العالمية لا تضمن السلام، ويجب أن تتكيف مع الحقائق التي كشفتها الأحداث الأخيرة.

وفقا لجوزيف س. ناي الابن من جامعة هارفارد، وروبرت كيوهان من جامعة برينستون، تشير الاتكالية المتبادلة إلى علاقة تقوم على الاعتماد المتبادل وتتطور بين الدول نتيجة للتفاعلات بين بعضها بعضا، وخاصة العلاقات الاقتصادية والتجارية. ونظرا للطبيعة المتشابكة التي تتسم بها الأسواق والسياسة (بما في ذلك التوجهات الجيوسياسية)، تنتهي الحال بالدول إلى احتياج كل منها إلى الأخرى لتعزيز أمنها (بما في ذلك أمن الطاقة) وتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية.

في العقود الأخيرة، احتلت الاتكالية المتبادلة مكانة متميزة في الفِـكر السياسي الغربي. ورغم أن مراجعة المفهوم أمر حتمي لا مفر منه، فإن تجاهل المساهمة الإيجابية التي قدمتها الاتكالية المتبادلة لتعزيز الاستقرار والأمن العالميين في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ممارسة هَـدّامة تفتقر إلى النزاهة.

https://prosyn.org/Jht4BXyar