grigas1_Alexander RekaTASS via Getty Images_russiaukrainepassports Alexander Reka/TASS via Getty Images

روسيا وسياسة جوازات السفر التوسعية

واشنطن، العاصمة- في 24 أبريل/نيسان، أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمرا بإتاحة جوازات السفر لسكان مناطق شرق دونيتسك التابعة لأوكرانيا، ومناطق لوهانسك التي تخضع لسيطرة الانفصاليين المواليين لروسيا. ويقول الكريملين أن هذا كانت لفتة إنسانية محضة. لكنها في الحقيقة جزء من استراتيجية طويلة الأمد لتعزيز السيطرة على أوكرانيا الشرقية- ودول أخرى، وفقا لإعلان روسيا أنها تدرس خلق "عملية مواطنة مبسطة" لجميع الأوكرانيين.

وطالما استعملت روسيا المواطنة وجوازات السفر لتوسيع نفوذها. وكما أصف في كتابي ما وراء القرم: الإمبراطورية الروسية الجديدة، عادة ما تبدأ العملية بتعزيز القوة الناعمة والالتزام الإنساني. وبعد ذلك تتحول إلى سياسات مواطنة، تهدف إلى دعم المتحدثين باللغة الروسية في الخارج، وتشجيع الحرب المعلوماتية،  و"إخضاعهما" للنفوذ الروسي. "وسياسة جواز السفر" هي الخطوة الخامسة في هذه العملية، تليها الحماية، وأخيرا، ضم الأراضي.

وبينما تستعمل معظم الدول تسهيلاتها القنصلية لجذب السياح، وتعزيز التبادلات الثقافية أو التربوية، وإدارة الهجرة الاقتصادية، استعملتها روسيا للدفع قدما بمصالحها الأمنية وطموحاتها الإقليمية أيضا. ومنذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، سعت روسيا إلى تأسيس مواطنة مزدوجة للشتات الروسي في الدول السوفياتية سابقا،  وفي نفس الوقت "منح جوازات السفر" لمناطق معينة خارج حدودها يسكنها متحدثون باللغة الروسية، الذين غالبا ما يتحدون قوانين تلك  الدول ومعاييرها الدولية.

https://prosyn.org/ukmLwKaar