khrushcheva155_Mario TamaGetty Images_blakemasters Mario Tama/Getty Images

الشعبويون اليمينيون المتطرفون يخرجون من شرنقة العنصرية

موسكو ــ أثناء توليه منصب رئيس الوزراء في المجر، تَـلَـفَّـظَ فيكتور أوربان بالعديد من العبارات السخيفة المشؤومة. لكن خطابه الأخير، الذي زعم فيه أن الأوروبيين لا يريدون العيش في بلدان "مختلطة الأعراق" ــ وأن أي دولة أوروبية سمحت باختلاط سلسلة نسبها بأعراق أخرى "لم يعد ينطبق عليه وصف أمة" ــ يـنـم بكل تأكيد عن مستوى غير مسبوق من التدني. في خطابه، أعلن أوربان أن المجريين كانوا على استعداد "للاختلاط" اجتماعيا مع غيرهم لكنهم "لا يريدون أن يتحولوا إلى عِـرق مختلط". وبدلا من أن يُـنـبَـذ بسبب نهجه العنصري، ألقى أوربان الخطاب الأساسي في مؤتمر العمل السياسي المحافظ، الذي يُـعَـد التجمع الرئيس لليمين الأميركي في دالاس.

جاء خطاب أوربان في لحظة من الصراحة غير المعتادة من جانب رئيس الوزراء المجري الذي حاول على مدار السنوات الاثنتي عشرة الأخيرة إخفاء ميله إلى تأجيج المشاعر العنصرية ومعاداة السامية. كانت التعليقات التي أدلى بها أثناء اجتماع مع أعضاء الجالية المجرية في رومانيا بغيضة إلى الحد الذي جعل مستشارته جوجا هيجيدوس التي لازمته لفترة طويلة تعلن استقالتها بعد عشرين عاما بجانبه.

تحدثت هيجيدوس بصراحة ودون مواربة في التعليق على خطبة أوربان الطويلة. وقد استنكرت هيجيدوس، وهي ابنة أسرة ناجية من الهولوكوست (المحرقة)، خطاب أوربان واصفة إياه بأنه "نص نازي خالص" وأنه "يُـضـارِع خطب جوبلز". في حين كان يعلن أوربان إدانته لخطط الاتحاد الأوروبي الجديدة لتقليص ورادات الغاز الطبيعية من روسيا، وجَـدَ أوربان السبيل ليأتي بنكتة حول غُـرَف الغاز النازية ــ "يَـعـرِف الألمان الكثير عن ذلك" ــ وهو التعليق الذي ساهم بلا شك في القرار الذي اتخذته هيجيدوس بالانفصال عنه.

https://prosyn.org/oteb97Var