velasco94_YoustGettyImages_headswithbooksstaring Youst/Getty Images

الخبراء الذين نحتاج إليهم

لندن ــ في خضم المناقشة الدائرة حول القرار الأكثر أهمية الذي تواجهه المملكة المتحدة في جيل كامل، صرح وزير العدل آنذاك مايكل جوف قائلا: "أعتقد أن الناس في هذا البلد لديهم ما يكفي من الخبراء". تلقى هذا التصريح قدرا من الاهتمام الإعلامي يكاد لا يقل عن الاهتمام الذي حظي به اعتراف جوف مؤخرا بأنه كان يتعاطى الكوكايين.

لكن تصريح جوف لم يأت في فورة ارتجالية مفاجئة، بل كان محاولة متعمدة ــ شائعة في أيامنا هذه بين الساسة الشعبويين ــ لبناء رأس المال السياسي من الغضب المناهض للخبراء. وتتباين المسميات ــ تكنوقراط، غير شعبيين، حمقى، متبحرون في العلم، متحذلقون ــ لكن المشاعر هي ذاتها عبر العديد من البلدان والسياقات: انعدام الثقة في أولئك الذين "يعرفون كل شيء" والسياسات العامة القائمة على الأدلة التي يفضلونها.

كان عنوان الكتاب الذي نشره في عام 2017 توم نيكولز من كلية الحرب البحرية في الولايات المتحدة، "موت الخبرة"، كاشفا إلى حد كبير. لقد أدرك نيكولز الأمر على النحو الصحيح. فذات يوم، عندما كان الأطباء أو المعلمون يفتحون أفواههم، كان الناس ينصتون. أما الآن، فإن كل من أجرى نصف ساعة من "البحث" على الإنترنت يزعم أنه يعرف كل شيء. وأي خبير يزعم بكل ثقة، مدعوما بعقود من الدراسة، أن الصحيح هو (x)، فربما يواجه الآلاف على موقع تويتر أو فيسبوك الذين يزعمون أن (y) هي عين الصواب في اعتقادهم.

https://prosyn.org/VOMmYqrar