us automotive workers Scott Olson/Getty Images

اختيار اليسار

كمبريدج ــ من المعقول أن نقول إن المستفيدين الأساسيين في عالَم السياسة من الانقسامات الاجتماعية والاقتصادية التي أحدثتها العولمة والتغير التكنولوجي حتى الآن هم الشعبويون اليمينيون. فقد صعد إلى السلطة ساسة من أمثال دونالد ترمب في الولايات المتحدة، وفيكتور أوربان في المجر، وجايير بولسونارو في البرازيل، من خلال الاستفادة من العداء المتزايد ضد النخب السياسية الراسخة واستغلال المشاعر المستترة المعادية للمهاجرين.

كانت الجماعات اليسارية والتقدمية مفقودة في المعركة إلى حد كبير. ويعكس ضعف اليسار النسبي جزئيا تراجع النقابات والجماعات العمالية المنظمة، والتي كانت تاريخيا تشكل العمود الفقري للحركات اليسارية والاشتراكية. لكن التنازل الإيديولوجي لعب أيضا دورا مهما. فبعد أن أصبحت أحزاب اليسار أكثر اعتمادا على النخب المثقفة بدلا من الطبقة العاملة، انحازت أفكارها السياسية بشكل أوثق مع المصالح المالية والشركات.

ظلت العلاجات المعروضة من قِبَل الأحزاب اليسارية الرئيسية محدودة على نحو مماثل: زيادة الإنفاق على التعليم، وتحسين سياسات الرفاهة الاجتماعية، ونظام ضريبي أكثر تدرجية، والقليل من أمور أخرى. كان برنامج اليسار يدور حول تلطيف مرارة النظام السائد وليس معالجة المصادرة الأساسية لأشكال التفاوت الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.

https://prosyn.org/IDkf4Nmar