5 year anniversary of Arab Spring Fethi Belaid/Getty Images

إنذار اقتصادي أخير للعالَم العربي

واشنطن العاصمة ــ إذا لم تبدأ دول الشرق الأوسط بإحراز تقدم حيقي على مسار الإصلاحات السياسية والاقتصادية الجوهرية، فإن هذا يعني حتما المزيد من الاضطرابات الإقليمية. ففي ظِل الأنظمة الريعية التي أبقت عليها الحكومات لعقود من الزمن عند نقطة الانهيار، يتعين على صناع السياسات أن يشرعوا في تنفيذ العملية الصعبة، ولكن غير المستحيلة، المتمثلة في إنشاء عقود اجتماعية جديدة.

الواقع أن هذه العقود في الدول العربية بدأت تتآكل في مطلع القرن، عندما لم يعد بوسع الحكومات في ظِل ميزانيات متضخمة وأجهزة بيروقراطية مترهلة توفير المدد الكافي من الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم، أو خلق عدد كاف من الوظائف، أو تحمل إعانات دعم الغذاء والوقود. ولكن برغم تضاؤل المزايا التي تقدمها الدولة، واصل أغلب القادة إصرارهم على أن الناس في بلدانهم يتمسكون بجانبهم من العقد بعدم المشاركة بشكل حقيقي فعّال في الحياة العامة.

تمكنت الحكومات العربية من الإبقاء على اقتصادات تفتقر إلى الكفاءة لعقود من الزمن لأنها كانت مدعومة بعائدات النفط. ففي العقود الأخيرة، استفادت أغلب الدول العربية بطريقة ما من الاحتياطيات الوفيرة من النفط والغاز في الشرق الأوسط. واستخدمت الدول المنتجة للنفط والغاز أرباحها لشراء ولاء مواطنيها وإقامة ما كان يُعَد فعليا دول الرفاهة؛ وتمتعت الدول غير المنتجة للنفط بفوائد المساعدات، وتدفقات رأس المال، والتحويلات المالية التي يرسلها رعاياها العاملون في الدول الغنية بالموارد الطبيعية.

https://prosyn.org/PO29h71ar