Children play in their room at a refugee camp near Belgrade Oliver Bunic/Getty Images

خيانة مضاعفة للأطفال اللاجئين

إسطنبول ــ من سوريا إلى ميانمار، يتحول الأطفال الذي يقعون في مرمى نيران الصراعات إلى ضحية لخيانة مزدوجة. فبعد إرغامهم على ترك ديارهم في أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، أصبحوا الآن الضحايا الأبرياء لوعد مهجور بتمكينهم، حتى بوصفهم لاجئين، من الالتحاق بالمدرسة. وحتى في حين تتفاقم ظروفهم سوءا وتتزايد أعدادهم، تستمر محنتهم دون أن يلتفت إليهم أحد.

يبدو أن الهتاف الصاخب الذي استُقبِلَت به تعهدات المساعدات الإنسانية الماضية أفسحت المجال الآن لصمت مخز. ففي حين تدور عجلة الأخبار وتتحول التغطية إلى أحداث أكثر إثارة، تتضاءل احتمالات عودة 75 مليون طفل وشاب في مختلف أنحاء العالَم توقف تعليمهم بفِعل النزوح القسري إلى المدراس.

لعله ليس من قبيل المصادفة أن لا يتحقق وعد التعليم لجميع اللاجئين في سن المدرسة. ولن يكون أي قدر من حسن النوايا كافيا للتغلب على بنية المساعدات الدولية التي تظل تعمل ضد الأطفال. فلا يزال الإنفاق على التعليم محاصرا بين المساعدات الإنسانية، التي تركز على الضروريات الأكثر أساسية للبقاء مثل الغذاء والمأوى والدواء، وبرامج المساعدات الإنمائية التي يجري التخطيط لها على مدى سنوات وهي أبطأ من أن تستجيب للأزمات. ونتيجة لهذا، كثيرا ما يلقى التعليم معاملة الأولوية الدنيا، فهو آخر ما يمول وأول ما يخضع تمويله لإعادة التوجيه.

https://prosyn.org/maFoZM5ar