1910180446f86f500e8d0401_jk917.jpgd531a20246f86f6804019f01

إعادة توجيه أميركا

نيويورك ــ قبل نحو أربعين عاما، عندما التحقت بجامعة أكسفورد كطالب للدراسات العليا، أعلنت عن اهتمامي بالشرق الأوسط. ولقد أُخبِرت آنذاك أن هذا الجزء من العالم يندرج تحت عنوان "الدراسات الشرقية"، وأنني سوف أبدأ دراستي تحت إشراف الأستاذ المناسب. ولكن عندما وصلت في موعد مقابلتي الأولى إلى مكتب الأستاذ، وجدت الأرفف التي تحمل كتبه مصطفة بمجلدات تحمل أغلفتها كتابات باللغة الصينية، وتبين لي أنه كان متخصصاً فيما بدا لي وكأنه المشرق الخطأ، في ذلك الوقت على الأقل.

ويبدو أن السياسة الخارجية الأميركية انزلقت إلى شيء أشبه بهذا الخطأ. فقد انشغلت الولايات المتحدة بالشرق الأوسط ــ المشرق الخطأ من أكثر من جانب ــ ولم تعط الاهتمام الكافي لشرق آسيا ومنطقة الباسيفيكي (المحيط الهادئ)، حيث سيدون التاريخ العديد من أهم صفحاته في القرن الحادي والعشرين.

والنبأ السار هنا هو أن هذا التركيز بدأ يتبدل الآن، بل إن تحولاً هادئاً يجري الآن في السياسة الخارجية الأميركية، وهو التحول المهم الذي جاء متأخراً إلى حد كبير. فقد أعادت الولايات المتحدة اكتشاف آسيا.

https://prosyn.org/Zcb5Nopar