buruma150_MARKRALSTONAFPGettyImages_elpasovigilwomancandle Mark Ralston/AFP/Getty Images

اللعب ببطاقة العنصرية

لندن ــ كانت واقعة إطلاق النار على حشد من الناس في مدينة إل باسو في ولاية تكساس، والتي نفذها شاب أبيض البشرة نشر قبل فترة وجيزة من إقدامه على فعلته مقالة مسهبة عامرة بالكراهية في معاداة المهاجرين، سببا في لفت الانتباه إلى انجذاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخطابي للحديث عن تفوق ذوي البشرة البيضاء. فقد كان ترمب مواظبا على إهانة المكسيكيين، والأميركيين من أصل أفريقي، وغير ذلك من الأشخاص من أصحاب البشرة غير البيضاء. فأشار إلى المهاجرين من هايتي وأفريقيا على أنهم قادمون من "دول بائسة قذرة". وفي الشهر الماضي، قال موجها حديثه لأربع سيدات من أعضاء الكونجرس الجدد، ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، ورشيدة طالب، وأيانا بريسلي، وإلهان عمر، إنهن يجب أن "يعدن" إلى المكان الذي أتين منه. وبطبيعة الحال، نساء الكونجرس الأربع مواطنات أميركيات. وجميعهن باستثناء إلهان عمر ولدن في الولايات المتحدة.

ينكر أنصار ترمب من الجمهوريين أنه عنصري. من يدري؟ لكنه يستثير بوضوح الغرائز الأكثر خبثا وشرا بين أتباعه الغاضبين الحاقدين المتعصبين والمتحاملين بطرق لا يمكن وصفها إلا بأنها عنصرية. ويبدو أن ترمب، بإثارة الكراهية، يأمل في حشد العدد الكافي من الناخبين لإعادة انتخابه في العام المقبل.

يحرص ترمب على عدم تحريض الناس على ارتكاب أعمال العنف علانية. لكن العديد من الأشخاص العنيفين يستمدون من كلماته الرخصة لممارسة العنف. وهذا يجعل سلوك ترمب خطيرا وجديرا بالازدراء، ويجعل محاسبته عن هذا السلوك أمرا واجبا. وهو يستحق وصف العنصري. ويذهب بعض منتقديه إلى ما هو أبعد من ذلك، فيزعمون أن العنصرية لابد أن تكون القضية المركزية في انتخابات 2020. ولأن ترمب يعتمد على الناخبين الغاضبين من ذوي البشرة البيضاء، فإن الاستراتيجية المضادة لابد أن تركز على التنوع، ومناهضة العنصرية، والارتقاء بالأشخاص من ذوي البشرة غير البيضاء.

https://prosyn.org/DymGBFear