nye193_SAULLOEBAFPGettyImages_dancoatsmeeting Saul Loeb/AFP/Getty Images

مواجهة ذوي السلطة بالحقائق

كمبريدج – كان تعيين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجون راتكليف، وهو عضو شديد الحزبية في الكونغرس، ولديه خبرة دولية قليلة، مديراً للمخابرات الوطنية مكان دان كوتس، ناقوس خطر عن تسييس الاستخبارات. وأجبرت معارضة الديمقراطيين، والجمهوريين على حد سواء لراتكليف، ترامب على سحب التعيين، ولكن يبقى السؤال المطروح هو: هل ستُفسِد السلطة الحقيقة؟ إن الرؤساء يحتاجون إلى مدير مخابرات يمكنهم الوثوق به، لكن هل يمكن لبقية الحكومة أن تثق في ذلك المدير ليواجه ذوي السلطة بالحقائق، كما فعل كوتس، عندما عارض الرئيس في قضايا مثل روسيا، وإيران، وكوريا الشمالية؟

إن إخفاقات الاستخبارات الباهظة التكلفة لا تقتصر على الولايات المتحدة فقط. إذ فشلت فرنسا في توقع هجوم ألمانيا عبر آردن في عام 1940؛ وتعرض ستالين لهجوم مباغت من هتلر عام 1941؛ وفوجئت إسرائيل بحرب يوم الغفران عام 1973.

وغالبًا ما يبرر ترامب، الغاضب من أجهزة الاستخبارات الأمريكية بسبب إثارة الانتباه إلى مدى التدخل الروسي في انتخاباته لعام 2016، رفضه لما تقوم به عن طريق الإشارة إلى تقييمها غير الدقيق بشأن كون العراق يمتلك أسلحة دمار شامل. واتهم العديد من الأنصار الرئيس جورج دبليو بوش بالكذب، والضغط على دوائر الاستخبارات، حتى تنتج معلومات استخبارية لتبرير الحرب التي اختارها بوش بالفعل. ولكن الوضع كان معقدًا، ولكي نفهم مشكلات قول الحقيقة لذوي السلطة، يجب أن نتخلص من الخرافات.

https://prosyn.org/TkFlD3jar