legrain35_Thierry MonasseGetty Images_french elections russia ukraine Thierry Monasse/Getty Images

هل تنجو الشعبوية المناهضة للاتحاد الأوروبي من حرب بوتن؟

لندن ــ إن الحرب التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في أوكرانيا مأساة عُـظمى، وخاصة بالنسبة للأوكرانيين، ولكن أيضا لكل الناس في مختلف أنحاء أوروبا والعالم. ولكن كما تشير استطلاعات الرأي للجولة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في الرابع والعشرين من إبريل/نيسان، إذا جاز لنا أن نقول إن الوحشية الروسية في أوكرانيا لها جانب إيجابي، فإن هجوم بوتن غير المبرر يبدو وكأنه يضعف مصداقية أنصاره وحلفائه في الغرب، وربما يعطي التكامل الأوروبي حافزا جديدا.

من المؤكد أن الشعبويين لا يزال بوسعهم أن يستفيدوا من هذه الأزمة لكسب دعم الأوروبيين الذي أنهكتهم الضغوط الاقتصادية. ويبدو أن هذه هي الخطة التي تتبناها زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في حملتها للفوز بالرئاسة الفرنسية. مع ارتفاع أسعار الطاقة، والسلع الأساسية، والمواد الغذائية الأساسية، ربما يرتفع التضخم في أوروبا إلى خانة العشرات لأول مرة منذ سبعينيات القرن العشرين. وقد تتلقى مستويات المعيشة في الاتحاد الأوروبي ضربة أكبر من تلك التي تلقتها في أعقاب الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2008، عندما أفضت الاستجابة الأوروبية التي جاءت معيبة بدرجة شديدة إلى نفور عدد كبير من الناخبين.

ويبدو أن هذه التحديات عززت بالفعل من موقف رئيس وزراء المجر المستبد فيكتور أوربان. الواقع أن أوربان، حليف بوتن منذ فترة طويلة والذي عمل بشكل منهجي على تزوير النظام الانتخابي في المجر لصالحه، سعى إلى عزل المجريين عن ارتفاع أسعار الغذاء والوقود. فقد فاز حزبه، فيدس، في الانتخابات العامة هذا الشهر بأغلبية ساحقة، مما يضمن له فترة ولاية رابعة على التوالي.

https://prosyn.org/BGgtGSdar