brown84_Chris McGrathGetty Images_ukrainewar Chris McGrath/Getty Images

محاكمة بوتن يجب أن تبدأ الآن

إدنبرة ــ جاء رد العالم على الغزو الروسي لأوكرانيا بالعقوبات، وحظر السفر، وتسليم المساعدات الإنسانية والعسكرية، وكل هذا جرى تصعيده مع استمرار جرائم الحرب التي يرتكبها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في حصد المزيد من الأرواح كل يوم. والآن، بفضل شجاعة الشعب الأوكراني وتضامنه الذي أيقظ ضمير أوروبا الجمعي وضمائر كثيرين في العالم، تتنامى الضغوط الرامية إلى استكمال هذه التدابير بإصدار قرارات اتهام جنائية في حق بوتن وأقرب شركائه.

والزخم عالمي. فقد أصدر نحو 140 من فقهاء القانون البارزين والقادة السابقين إعلان دعم لإنشاء "محكمة خاصة لمعاقبة جرائم العدوان ضد أوكرانيا" ــ وهي الفكرة التي اقترحها لأول مرة فيليب ساندز من كلية لندن الجامعية. في الواقع، أعلنت كبيرة مدعي العموم الأوكرانية أنها تعمل بالفعل على جمع الأدلة على جرائم الحرب التي ارتكبها بوتن وقواته، كما بدأت السلطات القانونية في ألمانيا وبولندا تطلقتحقيقات خاصة. وفي إسبانيا، كان أحد القضاة يعمل على بناء الحجج لصالح إصدار مذكرات اعتقال دولية لأفراد الدائرة المقربة من بوتن، كما حدث قبل عشرين عاما في توجيه الاتهام إلى دكتاتور شيلي السابق أوجوستو بينوشيه.

علاوة على ذلك، بناء على طلبات مقدمة من 39 دولة على الأقل، يفتح كبير مدعي العموم في المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتُـكِـبَـت في أوكرانيا (وإن كانت المحكمة الجنائية الدولية لا تستطيع ملاحقة روسيا قضائيا على جريمة العدوان في حد ذاتها). وأعلنت مفوضة الأمم المتحدة السامية لشؤون حقوق الإنسان ميشيل باتشيليت أن لجنة تحقيق تابعة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ستعمل على جمع ملف يوثق الجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، والعدوان.

https://prosyn.org/d3tWWi5ar