trump unga Spencer Platt/Getty Images

وهَن القوة العالمية الرائدة

مدريد ــ تُعَد المناقشة العامة السنوية التي تديرها الجمعية العامة للأمم المتحدة واحدة من أبرز المناسبات على جدول أعمال الدبلوماسية الدولية. وكما جرت العادة، جمع اجتماع هذا العام، الذي جرى في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر/أيلول، بين قائمة طويلة من زعماء العالَم، وإن كان مصطلح "زعيم عالمي" ربما لم يعد من الممكن استخدامه بهذه البساطة. فقد أوضح رئيس القوة العالمية الرائدة أنه ليس لديه أي مصلحة في المشاركة في حل أي من مشاكل العالَم المشتركة. ومن المؤسف أنه ليس وحده في ذلك.

من منظورنا نحن الذين وضعنا ثقتنا في التعاون الدولي كعنصر مكمل ضروري للعولمة الاقتصادية، كشفت المناقشة التي أجرتها الجمعية العامة عن مشهد شديد القتامة. الواقع أن مصالح بعض القادة في الأمد القريب، والتي تقدم غالبا على أنها "مصالح وطنية"، تُعَد من العوامل التي تكدر العلاقات الدولية أكثر من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب الباردة. لكن صعود النزعة الشعبوية القومية ليس السبب بقدر ما كان نتيجة للصدوع التي ظلت تتشكل لبعض الوقت.

كما هي الحال مع أي عملية اقتصادية، تنطوي العولمة على بُعد توزيعي، مما يعني أنها من المحتم أن تعمل على توليد الإحباط لبعض المجموعات من الناس. كان وسط الطيف السياسي الغربي أكثر ميلا إلى التقليل من شأن التأثير الناجم عن اتساع فجوة التفاوت بين الناس داخل البلدان، مع التركيز بدلا من ذلك على الفوائد المترتبة على فتح الأسواق والتكامل، مثل الانخفاض السريع إلى حد غير مسبوق في مستوى الفقر العالمي. ولكن من المفهوم أن لا يجد الجميع تعزية في مثل هذه النتائج.

https://prosyn.org/MfkurQyar