Colombian presidential candidate Gustavo Petro JOAQUIN SARMIENTO/AFP/Getty Images

هل تعود الشعبوية إلى أميركا اللاتينية؟

سانتياجو ــ حتى وقت قريب، كان الأمر يبدو وكأن أميركا اللاتينية نجحت في التملص من قِرش الشعبوية الأبيض الضخم، في حين كانت دول أميركا الشمالية وأوروبا تسبح نحو ذلك القرش مغمضة الأعين تماما. صحيح أن نظام نيكولاس مادورو الشافيزي يواصل سجن المواطنين وتدمير اقتصاد فنزويلا، وصحيح أن كلا من إيفو موراليس في بوليفيا ودانييل أورتيجا في نيكاراجوا يواصل تغيير قواعد اللعبة بحيث يصبح من الممكن إعادة انتخابه إلى الأبد. ولكن يبدو أن الهزيمة الانتخابية التي منيت بها تنويعة آل كيرشنر للنظام البيروني كانت نقطة تحول في الأرجنتين. وكذلك بدا عزل ديلما روسيف في البرازيل، والاستعاضة عن سياساتها الاقتصادية الفاشلة بنهج يدرك أن الديون المالية وأشكال العجز المتعددة من غير الممكن أن تستمر في النمو إلى الأبد.

كما بدا طابع السياسة في المنطقة وكأنه يتغير نحو الأفضل. وبدا أن الاتهامات الشنيعة التي تعمل على تحويل الخصوم السياسيين إلى أعداء تفسح المجال أمام المصالحة والتفاوض، والذي انعكس على سبيل المثال في الاتفاقات المهمة، وإن كانت لم تدم طويلا، التي سمحت بالإصلاحات الاقتصادية في بداية رئاسة إنريكي بينيا نيتو في المكسيك.

حسنا، عندما تصورنا أن الوضع آمن للعودة إلى المياه... تبدلت الحال.

https://prosyn.org/leObIbGar