Vladimir Putin and Pope Francis Alexei Nikolsky/Planet Pix via ZUMA Wire

بوتن والبابا والبطريرك

نيويورك ــ تَعَلَّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتن من سنوات عمله كضابط في الاستخبارات السوفييتية كيف يستغل الآخرين. وفي سيرة ستيفن لي مايرز الجديدة الممتازة بعنوان "القيصر الجديد"، يَصِف رئيس مكتب نيويورك تايمز السابق في موسكو كيف بَرَع بوتن عندما أُرسِل إلى ألمانيا الشرقية في سنوات الشيوعية الأخيرة في استغلال نقاط الضعف التي تعيب خصومة لتعزيز القضية السوفييتية.

ويُعَد اللقاء التاريخي اليوم بين البابا فرانسيس والبطريرك الأرثوذكسي الروسي كيريل (كيريلوس) في كوبا مناسبة أخرى يسعى بوتن إلى تحويلها إلى أداة لخدمة مصالحه. وسيكون هذا اللقاء هو الأول بين بابا روماني وبطريرك روسي منذ انشقاق المسيحية العظيم في عام 1054 ميلادية، عندما أدت الاختلافات اللاهوتية إلى انقسام العقيدة الإيمانية إلى فرعيها الغربي والشرقي. ومنذ ذلك الحين، كانت الكنيسة الأرثوذكسية (باللغة الروسية Pravoslavie، أو حرفيا "العبادة الصحيحة") تُعتَبَر الشكل الصحيح الوحيد من المسيحية في روسيا، مع رفض طوائف ومِلل أخرى بسبب دعمها للفردية وعدم احترامها للروح البشرية بالقدر الكافي.

على مدار ما يقرب من الألف عام، بدت العداوة بين الجانبين وكأنها عقبة منيعة لا يمكن تذليلها. وفي العصر الحديث، تطلب الأمر نشوء التهديد باندلاع حرب نووية لتحريك الجهود الرامية لإصلاح العلاقات بين الشرق والغرب ــ بل وحتى في ذلك الوقت كان التقارب يحدث بقيادة السلطات العلمانية في روسيا في  المقام الأول. وفي عام 1963، أرسل رئيس الدولة السوفييتية الملحد نيكيتا خروشوف زوج ابنته ومستشاره أليكسي أدجوبي إلى لقاء تاريخي مع البابا يوحنا الثالث عشر آنذاك.

https://prosyn.org/77GYsbUar