London traffic Nur Photo/Getty Images

تفسير ظاهرة التعافي العالمي وسط الركود السياسي

ميلانو ــ في فصل الصيف، حيث يهدأ إيقاع الحياة، تكون هناك مساحة للتدبر في القضايا الجوهرية. ومن أحد أكبر الألغاز التي شغلت عقلي مؤخرا ذلك الانفصال بين الاختلال الوظيفي السياسي السائد والأداء القوي نسبيا للاقتصادات الكبرى وأسواق المال.

فاليوم تمر اقتصادات العالم الكبرى بحالة من التعافي المطرد، رغم الانتكاسات العارضة. ولا شك أن الأداء الاقتصادي لايزال بعيدا عن الوصول لكامل إمكاناته: فأينما وجه المرء ناظريه، قد يجد فجوات في الناتج، واستدانة مفرطة، وميزانيات عمومية هشة، ونقص في الاستثمارات، والتزامات غير ممولة أطول أجلا غير مرتبطة بالديون. لكن مع كل هذا، لا تبدي أسواق المال أي أعراض تدل على الاضطراب، حتى مع سحب التحفيز النقدي تدريجيا.

لكن في الوقت ذاته، تبدو الأحوال السياسية آخذة في التدهور. فقد اشتد الاستقطاب وتزايد، ويرجع السبب في ذلك جزئيا إلى المقاومة المتزايدة للعولمة وأنماط النمو غير المتوازنة الناتجة عن هذه المقاومة. ومثال ذلك ما ذكره تقرير مركز بيو للأبحاث في الولايات المتحدة، حيث أكد أن الناس لا يختلفون بشدة مع أبناء جلدتهم الموجودين على الجانب الآخر من الجزيرة فحسب، بل إنهم لا يحبونهم أو لا يحترمونهم.

https://prosyn.org/vzbeZPvar