Minister of Defence Antoni Macierewicz NurPhoto/Getty Images

روسيا جيت في بولندا

وارسو ــ في حين يظل العديد من الأميركيين مذهولين إزاء التحقيقات الجارية حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، يكتشف البولنديون أن بلادهم ربما خدمت كحقل تجارب لجهود روسية. فقد سعت روسيا لفترة طويلة إلى زرع ساسة موالين للكرملين في أعلى مستويات السلطة في أوروبا الوسطى والشرقية. والآن هناك أدلة تشير إلى أن هيئات استخباراتية عسكرية روسية تمارس نفوذا ملموسا على وزارة الدفاع البولندية.

في عام 2014، عندما كانت بولندا تحت حكم حزب المنبر المدني، كانت الدولة الوحيدة في أوروبا التي نجحت في درء الركود في أعقاب الأزمة المالية عام 2008. خلال السنوات الثماني التي قضتها حكومة حزب المنبر المدني في السلطة، سجل الناتج المحلي الإجمالي في بولندا نموا بلغ نحو 25%، في حين انخفضت البطالة وعجز الميزانية بنحو النصف. وعلى الرغم من هذا الأداء القوي، أوقع حزب ياروسلاف كاتشينسكي القانون والعدالة هزيمة مدوية بحزب المنبر المدني في انتخابات 2015 البرلمانية في بولندا.

ولكي نفهم السبب، يتعين علينا أن نعود إلى عام 2013، عندما استأجر رجل الإعمال البولندي الغامض ماريك فالينتا نادلين لتسجيل محادثات خاصة في مطعم يتردد عليه الساسة عادة. وقد أثارت هذه التسجيلات السرية فضيحة أجبرت كل قيادات حزب المنبر المدني تقريبا على الخروج من الحكومة. وكان بين المستقيلين رئيس مجلس النواب راديك سيكورسكي، الذي شارك في إعداد مبادرة الاتحاد الأوروبي المصممة لتعزيز قدرة بعض بلدان أوروبا الشرقية وأوراسيا على الصمود في مواجهة الضغوط الروسية.

https://prosyn.org/ZTudoXVar