sierakowski89_Attila HusejnowSOPA ImagesLightRocket via Getty Images_polandreparations Attila Husejnow/SOPA Images/LightRocket via Getty Images

ماذا وراء حوار التعويضات في بولندا؟

وارسو ــ منذ أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير/شباط، تلقت بولندا تهديدات يومية من مروجي الدعاية الروسية بأنها ستكون التالية. ولكن على الرغم من هذه المخاطر الكبرى، قررت حكومة حزب القانون والعدالة في بولندا الدخول في حرب مع ألمانيا ــ واحدة من أقرب حلفائنا ــ من خلال المطالبة بتعويضات حرب ضخمة عن الدمار الذي أحدثه الرايخ الثالث بقيادة هتلر.

في الأول من سبتمبر/أيلول، الذي وافق الذكرى السنوية لاندلاع الحرب العالمية الثانية، تقدم رئيس حزب القانون والعدالة ياروسواف كاتشينسكي بتقرير قَــدَّرَ إجمالي خسائر بولندا في زمن الحرب بنحو 1.3 تريليون دولار. برغم أن حزب القانون والعدالة دأب على التحدث عن التعويضات منذ وصوله إلى السلطة قبل سبع سنوات، فهذه هي المرة الأولى التي يفتح فيها هذا الموضوع مع ألمانيا. الواقع أن هذه القضية واضحة ولا تحتمل التأويل على المستويين الرسمي والأخلاقي ــ في حين تكمن السياسة الصحيحة في الاتجاه المعاكس.

بعد الحرب العالمية الثانية، قرر الحلفاء أن الأطراف التي نزل بها الضرر ستتلقى تعويضات مادية، وليست مالية. كان من المقرر تفكيك المصانع الألمانية ونقلها، أو تحويل الاستفادة من الأعمال التي يقوم بها الألمان إلى الدول المجني عليها، التي جرى تقسيمها إلى "كتلة غربية" تتألف من 18 دولة و"كتلة شرقية" تضم الاتحاد السوفييتي وبولندا. حصلت الكتلة الشرقية على حصتها في الأساس من منطقة الاحتلال السوفييتي في ألمانيا الشرقية.

https://prosyn.org/M3Pa0FPar