588d5e0446f86f380ed79028_pa3297c.jpg

صيف باكستان القائظ

لاهور ـ كان شهر يوليو/تموز واحداً من أقسى الشهور التي مرت على باكستان طيلة تاريخها. فقد اتُهِمَت مؤسسة الدولة بالازدواجية في التعامل مع الجهود الحربية الأميركية في أفغانستان، ومناصرة الجانبين ـ الولايات المتحدة وطالبان ـ في ذات الوقت. كما اندلع غضب شعبي عارم في باكستان إزاء الطريقة التي تعامل بها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع هذه الشبهات، التي تم توجيه بعضها إلى الرئيس آصف علي زرداري، الذي قرر مواصلة زيارته الرسمية للندن على الرغم من اللغة القاسية التي استخدمها كاميرون.

ثم تفاقم الغضب الشعبي إزاء الاتهامات التي وجهتها أميركا وبريطانيا إلى هيئة الاستخبارات الباكستانية، في حين عرضت محطات التلفاز تغطية على مدار الساعة لما أحدثته الفيضانات في شمال غرب البلاد من الخراب والدمار والمعاناة، والتي تعد أسوأ فيضانات تشهدها البلاد منذ أكثر من ثمانين عاما. ولقد بذلت المؤسسة العسكرية جهوداً كبيرة لمساعدة هؤلاء الذين تضرروا. وكان قائد المؤسسة العسكرية الجنرال أشفق برويز كياني، الذي تم تمديد فترة خدمته مؤخراً وعلى نحو غير معتاد لثلاثة أعوام إضافية، وحيداً بين كبار زعماء باكستان في زيارة المناطق المتضررة بالفيضانات وإبداء الانزعاج والتعاطف مع معاناة الناس هناك. ولم تكن هذه هي الأزمة الوحيدة التي بدت فيها قيادة المؤسسة العسكرية وكأنها تفعل ما يعتقد عامة الناس أنه الصواب.

ولقد أكدت نشرة ويكيليكس للتقارير الاستخباراتية الأميركية الأولية الواردة من أفغانستان هذه الشبهات التي كانت مثار جدال لفترة طويلة. فقد وصف عدد من التقارير الميدانية اتصالات بين الاستخبارات الباكستانية وطالبان، حتى في أثناء اشتراك هيئة الاستخبارات الباكستانية في مقاتلة بعض قوات طالبان في باكستان. وتضمنت التسجيلات روايات عن الغضب الذي شعر به الأميركيون إزاء تقاعس هيئة الاستخبارات الباكستانية عن مواجهة المتمردين المسلحين، وخاصة أولئك الذين يهاجمون قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلنطي بالقرب من الحدود الباكستانية. ويبدو أن هيئة الاستخبارات الباكستانية أبقت على خطوط الاتصال مفتوحة مع بعض زعماء طالبان على أمل استخدام طالبان كقوة احتياطية في حالة حدوث مواجهة عسكرية أخرى مع الهند أو انسحاب أميركي متسرع من أفغانستان.

https://prosyn.org/SA0d2krar