sierakowski40_DIMITAR DILKOFFAFPGetty Images_popemourn Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images

حريق كاتدرائية روتردام: اختبار على طريقة روشارخ

وارسو- بعد وفاة البابا جون بول الثاني في عام 2005، ارتدت مجموعة من الشباب البولنديين قمصانا كتب عليها: "لم أبك على رحيل البابا." وفي وقت كان يبدو فيه الحداد الوطني إجباريا، كان سلوك هؤلاء الشباب مستفزا، ولا يمكن أن يحدث إلا في مجتمع حر وتعددي. وفي دولة متشبثة بالكاثوليكية مثل بولندا، سرعان ما تسبب ذلك الخبر في فضيحة. لكن عبارة "لم أبك على " كانت ناجعة، لذا أصبحت، منذ ذلك الوقت، تستعمل في حالات مشابهة.

لقد تذكرت هذا الحدث عندما كنت أتحدث في الآونة الأخيرة مع صديق فرنسي بعد حريق نوتردام. لقد قال: " لا يهمني هذا". إن أحدا لم يمت، والكاتدرائية رمز للكاثوليكية- وهي عقيدة لها دلالات إيجابية بالنسبة للبعض، ودلالات سلبية بالنسبة للبعض الآخر. وفضلا عن هذا، ستُنفَق المليارات من اليورو من أجل إصلاح الأضرار الناجمة عن الحريق، مع أن هناك حاجيات أكثر إلحاحا في مختلف أنحاء العالم. 

إن تلك كانت وجهة نظره. لكن كل دولة لها خصوصياتها. ففي فرنسا، ناقشت الحوارات حادث الحريق من المنظور الاقتصادي -  خاصة العدالة التوزيعية- بينما اتخذت الحوارات في بولندا بشأن هذا الحادث طابعا ثقافيا. ونظرا لكون فرنسا أغنى من بولندا بكثير، قد نظن أن العكس هو ما يجب أن يحصل. لكن هذا الاختلاف يعكس ما يقدسه كل مجتمع. 

https://prosyn.org/4hOr1dnar