soldiers north korea Kevin Frayer/Getty Images

استراتيجية كوريا الشمالية الحقيقية

دنفر ــ كثيرا ما يصور المراقبون مساعي كوريا الشمالية لامتلاك الأسلحة النووية على أنها استجابة "منطقية" لضروراتها الاستراتيجية المتمثلة في حماية الأمن القومي وبقاء النظام. فهي محاطة في نهاية المطاف بدول أكبر منها، ومعادية لها كما تفترض، ولا يقف بجانبها حلفاء يمكنها أن تعتمد عليهم في الدفاع عنها. ومن المنطقي، من هذا المنظور، أن يكون كيم جونج أون حريصا على تجنب الخطأ الذي ارتكبه صدّام حسين زعيم العراق ومعمر القذافي زعيم ليبيا، فكل منهما كان ليظل على قيد الحياة وعلى رأس السلطة لو حصل على أسلحة نووية يمكن تسليمها إلى مقاصدها.

الواقع أن شهية كوريا الشمالية لاقتناء أسلحة نووية تمتد جذورها إلى العدوان وليس الحس البرجماتي العملي. فكوريا الشمالية لا تسعى إلى ما هو أقل من فصل الولايات المتحدة عن شريكتها كوريا الجنوبية ــ وهو الانقسام الذي من شأنه أن يتيح إعادة توحيد شطري شبه الجزيرة الكورية بشروط كيم. بعبارة أخرى، لا تريد كوريا الشمالية الدفاع عن نفسها فحسب؛ بل تريد تهيئة الظروف لعملية غزو من تدبيرها.

بطبيعة الحال، يقوم مثل هذا السيناريو على قدر عظيم من الخيال. ولكن لكي تكون كوريا شماليا اليوم لا يستلزم ذلك بالضرورة أن تقبل العالَم كما هو. فقد دأبت وسائل الدعاية الكورية الشمالية على ترديد وجهة النظر القائلة بأن شبه الجزيرة الكورية تتألف من شعب واحد، يشترك في لغة واحدة وثقافة واحدة، وغير قابل للتقسيم ــ إلا بفِعل غرباء مثل الولايات المتحدة. وبهذا المنطق، يحتاج الشمال إلى إيجاد وسيلة لتثبيط همم أولئك الغرباء ومنعهم من التدخل في شؤون شبه الجزيرة.

https://prosyn.org/Nd5ornFar