سباق التسلح المتوسع في كوريا الشمالية وآسيا

ربما أخفقت كوريا الشمالية في اختبار صاروخها الجديد بعيد المدى، لكن ذلك الإخفاق لن يخفف من حدة التوتر الإقليمي. بل إن ذلك لن يؤدي في واقع الأمر إلا إلى التأكيد على حقيقة واضحة ـ وهي أن بلدان المنطقة بالكامل قد انهمكت في سباق تسلح واسع النطاق.

كانت استعادة دول جنوب شرق آسيا لرخائها الاقتصادي بعد الأزمة المالية التي ألـمَّت بها في عام 1979 سبباً في انغماس المنطقة بالكامل في موجة من الإنفاق البذِخ على الأسلحة الجديدة. والحقيقة أن أغلب دول جنوب شرق آسيا تعمل الآن بانهماك شديد في تحديث قواتها المسلحة. وحتى الآن نجحت أغلب تلك الدول في تحقيق هذه الغاية دون التنازل عن سيادتها فيما يتصل بالمسائل الأمنية. ولكن في ظل التوتر المتصاعد في كل مكان بسبب استفحال قوى الصين على الصعيد العسكري، ومع وجود كوريا الشمالية كمصدر دائم لعدم الاستقرار، شرع عدد كبير من حكومات المنطقة في التعاون مع قوى خارجية.

وربما كان سوسيلو بامبانج يودويونو رئيس إندونيسيا هو الأكثر تجسيداً لهذه الحقيقة. فبالإضافة إلى النشاط المتزايد الذي أبداه في ميدان الدبلوماسية العالمية، سوف يلتقي يودويونو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن في موسكو هذا الشهر للتفاوض على شراء أحدث الطائرات الروسية المقاتلة. وتسعى إندونيسيا إلى تشكيل سرب دفاع جوي مؤلف من 12 طائرة نفاثة، فضلاً عن ثماني طائرات روسية مقاتلة لتكميل الطرازين Su-27SK و Su-30MKM من الطائرات الروسية التي اشترتها إندونيسيا بالفعل.

https://prosyn.org/txpEGeRar