johnson151_Metin AktasAnadolu Agency via Getty Images_kremenchuk Metin Aktas/Anadolu Agency via Getty Images

لماذا يجب استهداف عائدات النفط الروسي؟

واشنطن، العاصمة ــ بعد مرور أربعة أشهر على غزو أوكرانيا، يواصل الجيش الروسي شق طريقه بلا هوادة عبر منطقة دونباس. ويدعو بعض المعلقين الغربيين إلى تزويد القوات الأوكرانية بالمزيد من الأسلحة بسرعة أكبر. هذا ضروري لإيقاف بوتن دون أدنى شك، لكن هل يكفي لإيقافه قريبا ــ وعلى النحو الذي لا يجعله يتوقف بشكل مؤقت فحسب لإعادة التجهيز قبل أن يبدأ موجة جديدة من العدوان الدموي؟

وفقا لمدير الاستخبارات الوطنية الأميركي أفريل هاينز، ليس من المحتمل أن ينتهي النزاع العسكري قريبا. لذا، من المنطقي استهداف اقتصاديات نظام بوتن وقدرته على شن حرب طويلة الأمد ــ أو سلسلة متكررة من الحروب ضد أوكرانيا وربما غيرها. وهنا تكمن نقطة ضعف استراتيجية كبرى تعيب نظام بوتن: اعتماد روسيا المفرط على الصادرات من الوقود الأحفوري، والتي تولد كل إيراداتها تقريبا من النقد الأجنبي ــ ما يقرب من 100 مليار يورو (104 مليار دولار أميركي) في الأيام المائة الأول من الحرب.

لنتأمل هنا كيف قد يرد العالم إذا استخدمت روسيا الأسلحة النووية ضد سكان مدنيين في أي مكان. إن حالة الرعب التي سيحدثها مثل هذا التصرف الشنيع من شأنها أن تدفع كل دولة ذات ضمير إلى رفض شراء النفط (أو أي شيء آخر) من روسيا. وبهذا ستنهار إيرادات بوتن، وتنخفض قيمة الروبل بسرعة، ومن المرجح أن يجتاح التضخم روسيا. من غير المرجح على الإطلاق أن يتمكن النظام الروسي من مواصلة القتال على هذا الأساس. ففي غياب الصادرات، تُـحرَم روسيا من العملة الصعبة ــ وتصبح بلا أي سبيل لشراء الإمدادات من أي نوع من الخارج.

https://prosyn.org/6ZQpUrPar