pabo1_Orbon Alija_getty images_complexity Orbon Alija/Getty Images

سوساليتو، كاليفورنيا- لقد نصبت الحضارة الحديثة فخًا لنفسها، بسبب الاستخدام المتسارع للتكنولوجيات الأكثر تعقيدًا. إذ في كل ثانية، تتفاعل مليارات الأجهزة، والبروتوكولات، والأفكار، والتقاليد، والأشخاص حول العالم. وتشكل الزيادة الناتجة في التعقيد تحديا هائلا، وربما لا يمكن السيطرة عليه.

ورغم أن الإنسان وصل إلى هذه النقطة تدريجياً، كانت هناك صدمات في المراحل الأولى من التطور التكنولوجي. إذ على مدى مئات السنين الماضية، ساهم العلم والتكنولوجيا، مسترشدين بالعقل، والمعرفة، في تحسين الحياة اليومية لمعظم البشرية. ولكن التقدم ليس مطردا. إذ ينتج كل تقدم نوعًا من الاضطراب، والآثار الجانبية التي يكافح المجتمع لمعالجتها.

وعلى سبيل المثال، أدت عملية "هابر بوش" للتثبيت الصناعي للنيتروجين إلى زيادة الغلة الزراعية، ولكنها أدت إلى تلوث المجاري المائية بالجريان في جميع أنحاء العالم، نتيجة الاستخدام المفرط لبعض الأسمدة. وتسببت مركبات الكربون الكلورية فلورية، التي تستخدم لتؤدي دور مبردات، في ثقب الأوزون، لكن الجهود المبذولة لاستبدالها أدت إلى ظهور مركبات الكربون الهيدروفلورية، التي تعتبر غازات دفيئة خطيرة. وعلى الرغم من أن المضادات الحيوية أنقذت مئات الملايين من الأرواح، إلا أنها تستخدم الآن على نطاق واسع، إلى درجة أصبحت السلالات المقاومة للعقاقير تشكل خطرا جديدا على صحة الإنسان. وهناك العديد من الأمثلة الأخرى في جميع مجالات العلوم والتكنولوجيا.

https://prosyn.org/2Lb9WO9ar