cardenas15_RapidEyeGetty Images_globehands RapidEye/Getty Images

أزمات اليوم مختلفة

بوجوتا ــ مثلما يُـفـسِـح جيل ما الطريق للجيل الذي يليه، تحل مجموعة جديدة من التحديات العالمية محل التحديات القديمة. لم تكن جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) التي لا يشهد العالم مثيلا لها إلا مرة واحدة كل قرن ــ والخطر المتمثل في احتمال ظهور فيروسات جديدة خطيرة أخرى في أي وقت ــ المثال الوحيد لهذه التحديات. تخلف أحداث الطقس الشديدة القسوة الناتجة عن تغير المناخ عواقب كارثية وخيمة. وفي بعض الأحيان، تُـسـتَـخـدَم تكنولوجيا المعلومات والبيانات بشكل خبيث ضار لأغراض الحرب السيبرانية (الإلكترونية). وحتى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمستويات العالية من الجوع العالمي يمكن إرجاعها إلى الفشل في نشر تكنولوجيات المصدر المفتوح.

لقد أصبحنا وكأننا نعيش حالة دائمة من المخاطر. ولم تعد الأزمات أحداثا نادرة الوقوع تؤثر على قِـلة من البشر. بل أصبحت أكثر تواترا، ومتعددة الأبعاد، ومترابطة ببعضها بعضا، ولأنها تتجاوز الحدود الوطنية فقد تؤثر على الجميع في ذات الوقت. وهي تنطوي فضلا عن ذلك على العديد من العوامل الخارجية، مما يجعل الأسواق والحكومات الوطنية تفتقر إلى القدر الكافي من الحوافز لحلها.

تعتمد حلول هذه المشاكل على مدى توافر المنافع العامة العالمية، لكن النظام الدولي الحالي عاجز عن توفير القدر الكافي من الإمدادات. نحن في احتياج إلى استثمارات كبرى منسقة في التأهب للجائحة والاستجابة لها، على سبيل المثال، أو للحد من الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الانحباس الحراري الكوكبي (وهذه مضرة عامة عالمية)، لأن أي تدابير فردية لن تحل أزمات اليوم، ناهيك عن منع أزمات جديدة.

https://prosyn.org/qbFsQ05ar