sierakowski71_Valya EgorshinNurPhoto via Getty Images_navalny protest Valya Egorshin/NurPhoto via Getty Images

هل مستقبل روسيا سيكون مماثلا لحاضر بيلاروسيا؟

وارسو - في الآونة الأخيرة، اجتاحت روسيا أكبر موجة من الاحتجاجات التي شهدتها البلاد منذ سنوات، مما أحيا الآمال في استمرار وتصاعد الضغوط الشعبية، الأمر الذي تسبب في تآكل النظام الاستبدادي تدريجياً، كما يحدث في بيلاروسيا المُجاورة. لكن يجب أن نكون حذرين من السماح لأوجه التشابه بين البلدين - والتي تشمل التاريخ واللغة والدين والقمع - بحجب الاختلافات العميقة بينهما.

في بيلاروسيا، اندلعت الاحتجاجات في أغسطس / آب 2020، بعد قيام الرئيس ألكسندر لوكاشينكو - الزعيم الأقدم في السلطة في أوروبا - بتزوير انتخابات أخرى، حيث ادعى الفوز على خصمه سفيتلانا تيخانوفسكايا، بأغلبية ساحقة. في روسيا، جرَت المُظاهرات الاحتجاجية بعد اعتقال زعيم المُعارضة أليكسي نافالني لدى عودته إلى روسيا بعد تعافيه من محاولة تسميمه التي تمّت على نحو شبه مؤكد بأمر من الكرملين. اشتدت الاحتجاجات بعد أن حُكم على نافالني على عجل بالسجن لمدة ثلاث سنوات تقريبًا في مُستعمرة جزائية.

بهذا الحدث تنتهي أوجه التشابه. بداية، لا يتمتع نافالني بشعبية كبيرة في روسيا عكس ما يعتقد المراقبون الخارجيون. وقد ذكرت وسائل إعلام غربية أن وصول نافالني إلى موسكو حظي بنفس الحماسة التي رافقت عودة الروسي ألكسندر سولجنتسين الحائز على جائزة نوبل إلى بلاده قبل 27 عامًا. ومع ذلك، وفقًا لمركز ليفادا الروسي لاستطلاعات الرأي، وهي وكالة الاستفتاء المُستقلة الوحيدة في روسيا، تبلغ نسبة تأييد نافالني بين الروس 5٪ فقط.

https://prosyn.org/vC7A6XBar