trenin10_MLADEN ANTONOVAFP via Getty Images_military exercises MLADEN ANTONOVAFP via Getty Images

المناورات الحربية ليست لعبة

موسكوـ منذ الصراع الذي اندلع في أوكرانيا في عام 2014، أصبحت وجهات النظر العالمية المتضاربة متأصلة بعمق بين صناع القرار في حلف شمال الأطلسي وفي روسيا، وأصبح الشعور بانعدام الثقة هو العقلية الافتراضية. ونشهد نوعا جديدا من المواجهة ستترتب عليها مخاطر عسكرية. ونظرا لاقترابنا من "موسم آخر من التدريبات الخريفية"، التي تتزامن مع الأحداث الرئيسية مثل (زاباد-2021 التابع لروسيا، ورامستين ألوي والمحارب المشترك التابعين لحلف الناتو- هناك حاجة ملحة للتخفيف من خطر أن تصبح التمارين التدريبية نقطة اشتعال للصراع.

ومن المؤكد أن التنافس بين القوى العظمى مع مُكون عسكري قوي ليس بالأمر الجديد. فقد كان في الماضي العامل الأساسي والحاسم في تشكيل الخريطة السياسية والنظام الدولي وإعادة تشكيلهما. واليوم، تعد المنافسات العسكرية واحدة من قوى عديدة تحفز الجغرافيا السياسية، وتعمل جنبًا إلى جنب مع التنمية الاقتصادية والبراعة التكنولوجية. ولكن عندما يتعلق الأمر بالتحفيز، فمن المتوقع أن تتضطلع الديناميكية العسكرية بدور حاسم، يتمثل إما في الردع أو الإكراه. وهذا هو السبب في كون جميع القوى الكبرى- الولايات المتحدة، وحلفاؤها في الناتو، والصين، وروسيا- تجري تدريبات عسكرية في كثير من الأحيان وعلى نطاق أوسع من أي وقت مضى.

ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه في داخل أوروبا وما حولها. وكما يوضح الموقع الالكتروني للناتو، تسمح التدريبات العسكرية باختبار "المفاهيم والإجراءات والأنظمة والأساليب" والتحقق من صحتها بهدف استخدامها في ساحة حرب حقيقية. كما أن حلف الناتو منفتح أيضًا بشأن حقيقة أنه كَثف برنامج التدريبات الخاص به لمراعاة "البيئة الأمنية المتغيرة". كذلك، أشار المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إلى أن التدريبات جزء من جهد سنوي روتيني "لتطوير القوات المسلحة الروسية"، في حين أن مناورات "فوستوك" الروسية لعام 2018 كانت أكبر من أي مناورات عسكرية في الحقبة السوفيتية.

https://prosyn.org/FYpeEmwar