issing12_matthiashaas_getty Images_printing money mmt Matthias Haas/Getty Images

أسطورة النظرية النقدية الحديثة

فرانكفورت- يقول الكثير من الناس، الآن، أن جائحة كوفيد-19 قد قدمت دليلاً إيجابيًا يُفيد بأن النظرية النقدية الحديثة هي السبيل الوحيد للحكومات حتى تمضي قدمًا. وتبدو النظرية النقدية الحديثة معقدة للغاية- بل علمية. إذ يتحدث ممثلوها كما لو أنهم طوروا نموذجًا اقتصاديًا جديدًا يمكن مقارنته بالثورة التي أحدثها كوبرنيكوس في علم الفلك. ومع ذلك، خلف العنوان الأنيق والتصريحات السياسية الواثقة تكمن رسالة بسيطة بقدر ما هي خطيرة، لا سيما الآن أن الحكومات في جميع أنحاء العالم تنفق بحرية لدعم اقتصاداتها أثناء الوباء.

وتقول النظرية النقدية الحديثة أنه يمكن للحكومات إنفاق ما تريد على ما تريده حتى يتم تحقيق التوظيف الكامل، ودون الحاجة إلى القلق بشأن التمويل، لأن البنك المركزي سيوفر الأموال ببساطة عن طريق تشغيل المطبعة دون فرض أي تكلفة على الحكومة. وما إذا كانت هذه المساهمة في الفكر الاقتصادي تستحق حتى تسمية "نظرية" حديثة أمر قابل للنقاش، نظرا إلى عدم أصالة مفهومها المركزي (وتفاهته). وفي الواقع، يعود تاريخ الأفكار المتعلقة بالإنفاق الحكومي إلى أربعينيات القرن الماضي حيث أشار إليها الخبير الاقتصادي أبا ب. ليرنر في مفهومه عن "التمويل الوظيفي". وتعاملت النظرية النقدية الجديدة مع ضمان الوظيفة الفيدرالية فقط.

https://prosyn.org/eDWyIvjar